-
/ عربي / USD
لعلنا لا نحتاج إلى بيان أهمية الفصاحة، فقد ترسخ مفهومها في جميع مستويات المعرفة العربية الإسلامية، على أنها سمة محمودة مستحسنة، تزين النطق، وتضفي آيات الجمال على العبارة، فتسحر الألباب وتستميل القلوب، وهي تمهد لعلوم اللغة والبلاغة، وتسهم في تأسيس الأصول، وإقامة الصروح، فما من مؤلف في اللغة أو البلاغة، كبر أو صغر، إلا اتصل بالفصاحة بسبب.
ومن هنا تأتي أهمية هذا البحث، وصعوبته معاً، أما أهميته فتتبين في تفكيك مصطلح (الفصاحة)، واستقصاء دلالاته في بيئات الثقافة المختلفة، ثم إقامة كيان واضح له، مستقل عن مفاهيم العلوم المحايثة، وأما صعوبته فتأتي من اختلاف مناهج العلماء، الذين أسهموا في بناء دلالة المصطلح، فمنهم اللغوي والبلاغي والمتكلم والناقد والكاتب وغير ذلك، مما يستتبع تباين مناهج التفكير، واختلاف النتائج. وكان لنا أن نتغلب على هذا الإشكال المنهجي، بتتبع الأصول التي انحدرت منها المفاهيم المكونة لدلالة المصطلح.
فكان الباب الأول يهدف إلى استجلاء معنى الفصاحة. وقد توجهت مباحثه وجهات مختلفة، ففيه بحث عن الفصاحة لغة، ثم الفصاحة في بيئة اللغويين والمتكلمين، والكتاب والنقاد، والبلاغيين المتأخرين والمحدثين.
ولما كانت الفصاحة في تلك البيئات، تقوم على أصول مشتركة متداخلة، متشابكة، رأى الباحث "محمد كريم الكواز" أن يفصل بين الأصول، فيقف عند كل منها دارساً محللاً، فكان الباب الثاني في أصول الفصاحة، وهي الأصل الديني والجغرافي والعضوي والنحوي والذوقي.
هذه خطة البحث إجمالاً، وضعت بحيث تشمل الفصاحة مفاهيم وأصولاً. أما المنهج فقد عمد فيه إلى درج الظواهر بحسب التسلسل التاريخي، لتبين المراحل التي مرت بها تلك الظاهرة، منذ أن بدأـ حتى انتهت في الدراسة الحديثة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد