-
/ عربي / USD
لا يشذ الموروث العربي الإسلامي عن غيره في توليد الأساطير وابتكارها، ومهما قيل عن انعدام (الخيال الابتكاري) عند العرب، فإن الأساطير لازمة إنسانية ضرورية لتفسير مدهشات الكون وأعاجيبه، ولتقديم الإجابات المريحة لأسئلة الوجود المحيرة، مما يسهل عملية التعايش بين الإنسان والكون، ولهذا يرتبط فهم (الشخصية الثقافية) بتحليل التراث الأسطوري، وتفكيك أبنيته، وصولاً إلى معاينة أنماط التفكير المعاصر.
إذا كانت الأساطير، على الرغم من بعدها الزمني، تتوهج بالمعاني، فتضيء الحيرة والقلق، وتبعث السلوى والأمان، وهذه حقيقة إنسانية ترقى إلى بناء الشخصية وإقامة معالمها الوجودية، فإن سيطرة المعرفة ألأسطورية عل مستويات التفكير كلها، بحيث يتغلب (المخيال) على العقل، تنتج حضارة أسطورية، تعمي عن رؤية الواقع وتعجز عن مقاربة مشاكله، نحن هنا، أمام سؤالين: سؤال تغيب الأسطورة الذي يؤدي إلى جهل معالم كثيرة من الشخصية، وسؤال تضخيم الأسطورة الذي يؤول إلى تضعيف العقل، فتنشأ القطيعة بين المؤمنين الذين يحيون في الوقائع المحددة بالزمان والمكان، ولا توجد (وسطية) بين الأسطوري والعقلاني، ولا تحل المشكلة بالتوفيق بين الاتجاهين ومحاولة الجمع بينهما، لأن في هذا خلطاً بين الواقع التاريخي والإبداعي الأسطورة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد