-
/ عربي / USD
إن علم الحديث من أشرف العلوم، فإن به بيان القرآن الكريم، فالسنة مبينة وموضحة لما جاء في كتاب الله عز وجل، ولقد أوتي النبي صلى الله عليه وسلم جوامع الكلم، كما جاء ذلك صريحاً في غير ما حديث مرفوع واختصر له عليه الصلاة والسلام الكلام اختصاراً. ولقد كان للإمام أبي سليمان الخطابي البلداءة في ذلك.
ثم جاء الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي فنقل ما أملاه ابن الصلاح، وزاد عليه ستة عشر حديثاً، فجاء كتابه في اثنين وأربعين حديثاً. وقد لقي كتاب النووي رواجاً وانتشاراً واسعاً، مع أنه قد سبقه إلى التصنيف في الأربعين جماعة من العلماء في مواضيع مختلفة، إلا أن كتاب النووي امتاز يجمع الأحاديث الكلية الجامعة، ولذا تصدى له جماعة من العلماء بالشرح والتوضيح ومن هؤلاء العلامة تقي الدين ابن دقيق العيد المتوفي والعلامة السعد التفتازاني وغيرهما كثير، إلى أن جاء الإمام العلامة أبو الفرج عبد الرحمن الحنبلي المعروف بابن رجب، فزاد عليه ثمانية أحاديث، فجاءت في خمسين حديثاً، ثم إنه عكف على شرح الكتاب وبيان مشكله، وتوضيح غريبه، والكشف عن معانيه، فجاء في حلة بهية منقطعة النظير. ولقد ترك العلامة ابن رجب للقراء ثروة علمية كبيرة سواء من الناحية الحديثية، أو من الناحية الوعظية، أو من الناحية الفقهية.
ولقد سلك العلامة ابن رجب في كتابه هذا الطريقة المثلى، حيث إنه يبتدأ بغزو الحديث إلى كتب التخريج، كما أنه يتكلم على الحديث إن كان هناك كلام، ثم يعقب ذلك بذكر الطرق والشواهد، بل تراه يذكر كل ما في معنى حديث الباب من أحاديث، ثم يبدأ بشرح الحديث، وما يتعلق فيه من معان وعظية، أو فقهية، أو غير ذلك، فينقلك من آية إلى حديث إلى أثر عن صحابي، أو تابعي، إلى حكمة عن عالم زاهد، فلعل ذلك مما امتاز به هذا الشرح النفيس.
وبالنظر لأهمية هذا الكتاب فقد اهتم عبد الرزاق المهدي بتحقيقخ حيث اعتنى أولاً بتخريج الأحاديث تخريجاً موجزاً. ثانياً: حكم على عامة الأحاديث بالصحة والضعف، علماً بأن المصنف تكلم على الكثير من الأحاديث. ثالثاً: ربما سكتناعلى أحاديث، وسبب ذلك هي أنها هي أنها ذكرت في المتابعات والشواهد، فيستغنى بكثرتها عن الكلام على الروايات واحدة واحدة. رابعاً: شرح بعض المفردات الغريبة، مع تعليقات يسيرة. خامساً: صنع ترجمة للمؤلف ومقدمة للكتاب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد