-
/ عربي / USD
أوتي النبي (صلى الله عليه وسلم) جوامع الكلم وخواتمه. وجوامع كلم النبي (صلى الله عليه وسلم) نوعان: أحدهما: ما هو في القرآن، والثاني ما هو في كلامه (صلى الله عليه وسلم)، وهو منتشر الوجود في السنن المأثورة عنه، وقد جمع العلماء (رضي الله عنهم) جموعاً من كلماته الجامة. فصنف الحافظ أبو بكر بن السني كتاباً سماه: "الإيجاز وجوامع الكلم من السنن المأثورة" وجمع القاضي القضاعي من جوامع الكلم الوجيزة كتاباً سماه: "الشهاب في الحكم والآدبا" وأملى الإمام الحافظ أبو عمرو بن العصلاح مجلساً سماه "الأحاديث الكلية"، جمع فيه الأحاديث الجوامع التي يقال إن مدار الدين عليها، وما كان في معناها من الكلمات الجامعة الوجيزة، يشتمل مجلسه هذا على ستة وعشرين حديثاً. ثم إن الفقيه الإمام النووي أخذ هذه الأحاديث التي أملاها ابن الصلاح وزاد عليها تمام اثنين وأربعين حديثاً، وسمى كتابه "بالأربعين". واشتهرت هذه الأربعين التي جمعها وكثر حفظها ونفع الله بها بحسن قصد جامعها، ولكثرة السائلين عن شرح لها، عمد ابن رجب الحنبلي إلى تصنيف هذا الكتاب الذي فيه شرح هذه الأحاديث، مبيناً قواعدها ومبانيها، مضيفاً إلى أحاديث النووي أحاديثاً أخرى رأى أهميتها، فاكتملت تلك المجموعة على الخمسين حديثاً، وكانت منهجية ابن رجب في كل ذلك شرح معاني كلمات النبي (صلى الله عليه وسلم) الجوامع، وما تضمنته من الآداب والحكم والمعارف والأحكام والشرائع، والإشارة إشارة لطيفة قبل الكلام في شرح الحديث إلى إسناده ليعلم ذلك صحته وقوته وضعفه، ذاكراً بعض ما روي في معناه من الأحاديث إن كان في ذلك الباب شيء غير الحديث الذي ذكره الشيخ وإن لم يكن في الباب غيره، أو لم يكن صح فيه غيره منبهاً على ذلك كله.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد