يضم الكتاب مجموعة أمين الريحاني القصصية: المحالفة الثلاثية، المكاري والكاهن خارج الحريم، سجل التوبة، وفاء الزمان. وتعتبر المحالفة الثلاثية الإبراز في أعمال الريحاني هذه. إذ أنها جاءت في حينها كردة فعل على الأوضاع الاجتماعية الفاسدة حيث كان يسود الجهل والتعصب الطائفي فكان مورد رزق وفير للمتاجرين باسم الدين المشوين حقيقته على هوى مصالحهم وأنانياتهم. وقد شهد الريحاني على مضفى استمرار هذا الواقع فألمه الاستسلام الشعبي الطويل لعواقبه الجارحة فكتب "المحالفة" التي فيها دعوة صريحة إلى نبذ التعصب الديني ونداء إلى التفاهم والتآلف لا في سبيل خنق الأصوات الحرة، بل في سبيل اللحاق بركب التقدم ومعايشة العصر المتطور.
لذا فإن "المحالفة" في حقيقتها ليست إلا محاولة اتقان للدين من العاملين على هدمه من المنتفعين من تشويه القيم الروحية والخلقية التي يمثل واليوم وقد عمّت الثقافة تتجلى زاوية الرؤية إلى هذا الكتاب فيبدو مرحلة طبيعة من مراحل تطور الريحاني روحياً وذهنياً، ذلك التطور الذي انعكس على أعماله القصصية والأدبية بصورة عامة، والذي بدا من خلالها الريحاني عدداً للسلبية واللاشيئية وداعية للإيجابية في كل ميدان ورسولاً لانتقانية حضارية إنسانية تجمع روحانية الشرق إلى تقدمية الغرب من أجل إنسان أكمل في عالم أفضل. إن الريحاني في جميع ما كتبه كان ذلك المصلح الإنسانى الجريء، المدافع عن حقوق الإنسان والمحب لوطنه. وهذه المجموعة القصصية تكشف للقارئ أكثر ما تكشف عن الريحاني الكاتب الأديب صاحب النظريات الفلسفية والآراء الاجتماعية لإصلاحية ذات الطابع الإنساني الصرف.