-
/ عربي / USD
لماذا تمكن هذا القلم من أن يفك الرصد؟ وكيف تمكن من أن يفك الرصد؟
أما اللماذا، فلأن عمر فاخوري منذ طفولته أدرك حاجة ماسة ألحّت عليه للانتقال من طور تلقي الأشياء المرئية إلى طور اكتشاف العالم غير المرئي, أدرك رحيل الذات عن الذات لتقف على عتبة "الباب المرصود، حاسبة أن السعادة الكبرى والطمأنينة العظمى خلف الباب متسائلة في حيرة ولهفة: ولكن من، ترى، يفك الرصد؟".
هذا التساؤل حمل عمر وقلمه مشقة كشف سرّ السعادة الكامنة خلف ذلك الباب، فقام يشق، عبر أدبه، الطريق نحو تلك الغبطة المنشودة.
وأما كيف تمكن من فك الرصد؟. فعن طريق الفن، عن طريق النقد والقصة والشعر وغيرها من الفنون الأدبية، حيث يتمكن المرء من أن "يخرج عن طوره إلى طور ثان وينقله من عالمه إلى عالم آخر..." من هنا قدرة التحول عند عمر فاخوري من زمن التوارث إلى لحظة الإبداع. من الموقف الثابت المستمر إلى الموقف المتحرك المتبدل الجديد.
وغاية هذه الدراسة إظهار المناحي الأدبية عند عمر وما تميزت به من خصائص، والوقوف على معالم أسلوبه إلى جانب مواقفه الفكرية والسياسية التي جاءت بمثابة المرايا المتعددة الزوايا والأشكال التي تنعكس عليها صورة عمر الإنسان والأديب القادر على فكّ الرصد، رصد الوهم والتقليد والعبودية للتمتع، عبر فن الكتاب، بسعادة الحقيقة والإبداع والحرية.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد