في هذا الكتاب، اختارت الباحثة آمنة حجَّاج "المفارقة"، كمفهوم مركزي ومدخل جمالي ومعيار قيمي إبداعي، لتتابع تجليّاتها وآليات اشتغالها، في نصوص سرديّة لخمسة عشر روائياً فلسطينياً، ظهرت أعمالهم في الفترة ما بين 1990 - 2015، في فلسطين.
تتعقّب الباحثة حضور المفارقة في المتن الروائي موضوعاً، وتتفحّص بناءه السردي، وتحلّل خطابه الروائي، منصتة بقوّة لإيقاعاته.
بحث هام، غنيٌ وجديد، منضبط للشروط العلميّة، يرسم بلغة مكثّفة، بسيطة في أناقتها عميقة في دلالاتها، خارطة قرائيّة تفاعليّة لأعمال فلسطينيّة سرديّة، كشفت عن استيعاب واع للمرجعيات الأدبية السابقة، وعن سعي دؤوب لتجاوزها والإبتعاد عنها، بما يكفي لبناء معمار روائي جديد، يتأثّث على حكاية وخطاب مفارقين.
في عملها هذا، تقدّم آمنة حجّاج لقارئها، (بانوراما) لنصوص أفاد مؤلّفوها من توالد المفارقات في عالمهم الواقعي، في التعامل معه، فنياً، وإعادة تشكيله ثقافياً وجمالياً، مضيفة بذلك، أفقاً جديداً لدراسة الرواية في فلسطين، في أبعادها الفنيّة والتأويليّة وقيمها الإنسانيّة.
كتاب نقدي وتأويلي وتوثيقي، يحتاجه الجميع.