-
/ عربي / USD
أوقع الإنتصار الذي حققته إسرائيل في حرب 1967 المشروع الصهيوني في معضلة، فمع أنها استطاعت خلالها احتلال بقيّة فلسطين، إلا أن السرعة التي انتهت بها الحرب، لم تمنحها المجال، كما حدث في حرب 1948، لتفريغ الأرض المحتلة حديثاً من أغلبية أهلها الفلسطينيين.
بعد الحرب، انهمكت إسرائيل في البحث عن مواءمةٍ مناسِبةٍ تمكّنها من الإستمرار في الإحتفاظ بالأرض، ولكن مع وقاية مستقبلها من تبعات تزايد وجود الفلسطينيين في فلسطين، وجدت إسرائيل ضالتها باعتماد نموذج مُشوِّهٍ من الحكم الذاتي، هو "الحكم الذاتي خارج نطاق السيادة"، لـ "تحشر" المصير الفلسطيني فيه.
بالإضافة إلى أنه أتاح لها الإستيلاء على القدس والضفة، وحال دون قيام دولةٍ فلسطينيةٍ، فقد مكّن هذا النموذج إسرائيل، أيضاً، من الإستعاضة عن تنفيذ "ترانسفير فيزيائي" للفلسطينيين، أصبح متعذِراً، بالقيام بـ "ترانسفير قانوني" لهم، أقصاهم عنها، حتى وهي مستمرَّة في احتلالها لهم.
يبحث هذا الكتاب في حيثيات هذا النموذج، وفي الكيفية التي أوصلت إسرائيل إلى اعتماده، وفي المسار الذي اتّبعته حتى توصّلت إلى اتّفاقٍ مع منظمة التحرير الفلسطينية لتنفيذه.
علي الجرباوي: أكاديميّ فلسطينيّ، يعمل أستاذاً للعلوم السياسيّة والدراسات الدولية في جامعة بيرزيت، له العديد من الكتب والدراسات والمقالات المتخصّصة في القضية الفلسطينية والشؤون الدولية، صدر له مؤخراً عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب: المعرفة، الأيديولوجية، والحضارة، محاولة لفهم التاريخ (2021).
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد