-
/ عربي / USD
وقعت الحركة الشيوعية المصرية منذ نشأتها عام ١٩٢١ داخل كماشة الفاشية بين فريقي القمع السلطوي الرسمي والتطرف الديني المجتمعي، اللذان يسعيان معاً إلى سحق الشيوعيين وإبادتهم بينما يسعى كل فريق منهما منفرداً لاحتوائهم بهدف استخدامهم كمخلب قط في منازعاته على السلطة ضد الفريق الآخر، ولم تكن الفاشية هي هَمّ الحركة الشيوعية الوحيد بل شاركتها هموم موضوعية وذاتية أخرى كان من بينها الهيمنة غير المستحقة التي فرضها عليها الشيوعيون اليهود بشتى وسائلهم الاحتيالية، مثل نجاحهم في استغلال احتكارهم المعرفي لأصول النصوص النظرية الماركسية المنشورة آنذاك حصرياً بلغات أجنبية لم يكن يجيدها غيرهم سواء لكونهم ذوي أصول أجنبية أو لكونهم ذوي تعليم أجنبي، الأمر الذي رفضه الشيوعيون المصريون الوطنيون لاسيما عقب إنشاء الكيان الصهيوني عام ١٩٤٨ ثم مشاركته في العدوان الثلاثي على مصر عام ١٩٥٦ فاستمروا يقاومون هيمنة اليهود حتى نجحوا في تقليصها عبر كسر احتكارهم للمعرفة بترجمة أمهات الكتب الماركسية وإتاحتها أمام الجميع، وكان في مقدمة المترجمين عن اللغة الفرنسية أستاذ الفلسفة ((إسماعيل المهدوي)) الذي ترجم عدة كتب على رأسها ((المبادئ الأساسية للفلسفة)) باعتباره العمود الفقري لمدرسة التثقيف النظري لكوادر الحزب الشيوعي الفرنسي وقام بنشره على جزأين عام ١٩٥٧، مما أسهم في إحباط المخطط اليهودي لاعتلاء الحزب الشيوعي المصري الذي نشأ عام ١٩٥٨ باندماج التنظيمات الشيوعية الرئيسية الثلاثة ((طليعة العمال والفلاحين)) و ((الراية)) و ((حدتو)) مع استبعاد مجموعة ((روما)) للشيوعين اليهود خارج الحزب، منذ ذلك التاريخ لم تتوقف نيران الغل الانتقامي التي يطلقها اليهود وأنصارهم ((غير اليهود)) داخل الحركة الشيوعية المصرية جنبًا إلى جنب أجهزة القمع السلطوي الرسمي وجماعات التطرف الديني المجتمعي ليس فقط ضد ((إسماعيل المهدوي)) ولكن أيضاً ضد كتابه ((المبادئ الأساسية للفلسفة)) الذي نعيد نشره اليوم بعد أن ظل على مدى ستين عاماً يشكل العمود الفقري لكل مدارس التثقيف النظري لكوادر الشيوعية المصرية والعربية
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد