الجنوب اللبناني ينزف بصمت على يد محتلّ غاصب لأرض غير أرضه وجد فيها أطماعه فأحبّ امتلاكها بالغصب والقوة ورفض الخروج منها إلا بالدم والقوة. سلاح ضد سلاح، رفات مقابل آلاف الأسرى وجراح ينزف، حركات التحرير هي المقابل للانكفاء.
صور ومشاهدات امتزجت في نصوص من خيال الكاتب فهو لا يتعمد رصد لعبة الصراع بين الاحتلال والمقاومة بل هي محاولة رصدٍ لمزاج جنوبي هو خلاصة مزيج تمازج بين مزاج ديني (إسلامي-مسيحي) ضارب من عمق التاريخ ومزاج عربي مقيم على فصاحة راسخة توشمها عامية شاعرية ومزاج لبناني صريح لا تهزه تشنجات العصبيات اللبنانية. هذه النصوص الجنوبي منها لا تتردد من الإفصاح عن مكنونات كاتب عربي اعتبر أن الاحتلال نوع من الغلط ومناف للعقل والإحساس.
لقد جاء عنوان هذه النصوص (لحم السعادة) معبراً عما يجول من خاطر الكاتب من أفكار ومعبراً عن واقع حياة الجنوبي الذي يفتدي أرضه بدمه ليصل إلى السعادة الحقيقية التي يطمح إليها كل مواطن انتهك عرضه باحتلال أرضه.