-
/ عربي / USD
بالرغم من كثرة الدراسات حول الإسلام وتاريخه، وشدّة الاهتمام بكتابه الكريم، إلّا أنّنا ما زلنا نجد نقصاً كبيراً في دراسة مصطلحات الكتاب.
وقد يكون هذا النقص في اللغة العربيّة أكبر منه في الإنجليزيّة، وذلك لغياب الموسوعات العربيّة الأصيلة المتخصّصة في دراسة الإسلام وكتابه.
وبالرغم من سيادة المقاربات النصِّيّة في فهم القرآن الكريم وتفسيره أو تأويله، إلّا أنّنا ما زلنا نرى قدراً كبيراً من التسليم بما هو سائد من دون تمحيص وتدقيق.
وليس المقصود بالتمحيص نقد أيّ موروث من باب أنّه قديم أو غير علميّ، فقد يكون ذاك المتوارث أكثر صحّة لقربه من المصدر، وقد يكون أكثر منفعة في تأدية الدور المطلوب منه، وإنّما التمحيص المقصود هو ذاك الذي لا يهدف إلى زعزعة كلّ ما هو قديم لإستبداله بالحديث، بل إنّ الولوج في التراث هو للخوض في نقاشات موجودة أصلاً، وما زال باب السعي وراء الوصول إلى بعض الحقيقة فيها مفتوحاً.
فالبحث في بعض إشكاليّات التراث يصبو إلى زيادة طبقة جديدة عليه في سبيل إغنائه وليس بقصد إلغائه.
وفي هذا السياق، سنحاول أن نبحث في معاني ومقاصد بعض الهويّات القرآنيّة أو الإسلاميّة المُبكرة، وهي تسميات لمجموعات ذُكِرت في القرآن وبيئته.
والواقع أنّ المفاهيم التي اشتغل عليها شمس الدين جرت دراساتٌ حولها من قبل؛ لكنه بالمقاربة النقدية والمقارنات والعودة إلى أصول التعابير والمفردات، أراد الوصول إلى مستقرٍ بشأنها.
ووجهة نظري أنه حقّق إنجازاتٍ بالفعل قد لا نوافقه عليها جميعاً؛ لكنها تشكّل استنارات ما عاد تجاهُلُها ممكناً.
وعندما نقول إنه حقّق إنجازات فنحن نعني أنه صار هناك وضوحٌ نتيجة القراءة الداخلية المقارنة للقرآن التي قام بها الباحث، بحيث لا يمكن العودة إلى اعتبار هذا التأويل أو التفسير خلافياً.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد