فلسفة التصميم الذكي
كان أصلُ الوجود ومصدرُه، التساؤلَ الأهم، والعنوان الأبرز، الذي شغل التفكير الإنساني في مختلف العصور، وعلى مر الأجيال، حتى عصرنا الراهن. وقد تكفّلت الرسالات التوحيدية بإثبات المصدر الغيبي لهذا الكون، وانقسم التفكير الإنساني في المقابل حول هذا الموضوع، فظهرت الآراء، ونشأت التيارات، وقامت الفلسفات المتناقضة بين مادية ومثالية وعقلانية. ووقف إنساننا المعاصر، كما وقف إنسان عصر النبوات، يلتمس الأدلة باحثا عن البراهين التي تروي عطشه للحقيقة المطلقة التي لا يراودها شك، ولا تشوبها شائبة. وفي كل عصر جاءت خطوات الباحثين متجانسة متشابهة، موسومة بروح العصر التي تنتمي إليه. ولما كان هذا العصرُ عصر الاكتشافات العلمية، والابداعات التكنولوجية، خرجت الآراء الفلسفية الحديثة مستنيرة بنور المعطيات العلمية الجديدة، لتخاطب العقل المعاصر، وتحاول هدايته إلى الحقائق الكلية التي تحدد مصدرَ الوجود ومبدأَهُ؛ فكان التصميم الذكي (Intelligent Design) أحد هذه الآراء التي حاول أصحابها البرهنة على أن الملاءمةَ الفريدة التي تبديها قوانين الطبيعة والتعقيداتِ التي تخضع لها حركةُ الكون، متناغمة مع المعتقد القائل بأن الكون مصمم بشكل خاص لهدف أساسي هو استقبال الحياة.