يمتاز هذا الكتاب بأربع مزايا تجعله جديراً بأن يكون مرجعاً علمياً حول فترة من أخطر فترات التاريخ ورجل من أنبل رجالات الإسلام: المزيًّة الأولى: الرجل الذي يُتَرْجَمُ له وهو عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ أحدُ كَمَلَةِ الرجال وممن سبق إلى الإسلام وهاجر الهجرتين وشهد المشاهد وزوَّجه النبي صلى الله عليه وسلم ابنتيه وبشَّره بالجنة وبالشهادة، واختاره المسلمون بإجماع تامٍّ ليكون خليفة، فَسَارَ فيهم على منهاج النبوة وفتح الفتوحات ثم قضى شهيداً سعيداً.
المزيَّة الثانية: الفترة التاريخية التي استعرضها، من إتساع الدولة وتنوُّع الشعوب الإسلامية وإمتزاجِ الثقافات وبزوغِ الأهواء وائتمارِ أصحاب الهوى والسبئية وإثارة الفتن التي انتهت بمقتل الخليفة.
المزيَّة الثالثة: منهج الكتاب الذي قام على العرض العلميَّ الرصين المتسلسل، معتمداً تنخيل الروايات ونقد الأخبار ومقارنة الأحداث ومناقشة الرواة والمؤرخين والكتَّاب، واستنقاذ أَسْلَمِ الروايات من الطعن أو الخدش ومقارنتها مع الأحاديث الصحيحة في كتب السُّنةَ، ثم عَرْضها في ضوء السيرة الطاهرة التي تربى عليها الصحابة في مدرسة النبوة.
المزيَّة الرابعة: وتتمثل في مؤلِّفه الذي أمضى أكثر من ربع قرن في دراسة التاريخ الإسلامي ورجاله وبخاصة الصحابة الكرام، وقدَّم للمكتبة الإسلامية دراساتٍ جادةٍ نافعةٍ من أهمها الكتب الموسوعية عن الخلفاء الراشدين الأربعة، وما امتاز به من غيرة على الصحابة وحبٍّ عظيم لهم ودفاعه عنهم بالحجة والبرهان، فجزاه الله تعالى خير الجزاء عما كتب، وزاده من فضله وإحسانه.