-
/ عربي / USD
حين صدر هذا الكتاب في طبعته العربية الأولى في العام 2004، استوقفتني إحدى السيدات، وأبدت لي إعجابها الكبير بالكتاب، ثم فجأة استدركت لتقول: «لكن، لو حصل وتقدّم رجل أسود للزواج من ابنتي فمن المستحيل أن أوافق!»، قلت لها: «من حيث المبدأ، أنا لا أتدخّل في القناعات والمواقف الشخصية لأحد، فمن حقك أن تقبلي هذا الزواج أو ترفضيه، ولكني فقط ألفت انتباهك إلى أن ما تتوهّمين أنه قناعة خاصة وموقف شخصي (الأمر الذي يعني أنه يستحق احترامنا) هو ليس كذلك»، قالت: «هذا أمر ليس بيدي، أنا فقط لا أستطيع تقبّل الأمر نفسياً»، قلت: «وهذا يؤكد أنه ليس موقفاً شخصياً، فأنت م تكوّني هذا الموقف أصلاً، بل هو تكوّن قبلك، وأنت ضحية مثل غيرك من الذين تتحكّم فيهم تلك الصور النمطية التي تكوّنت عن السود في سياقات تاريخيّة معيّنة»، قالت: «نعم، قرأت ذلك في كتابك، ولكن هناك فرق بين أن تستوعب الموضوع ذهنياً، وبين أن تتقبّله نفسياً». وعند هذه النقطة من الحوار، أدركت مدى قيمة هذا الكتاب، وأدركت، كذلك، مدى حاجتنا إلى مزيد من التفكيك المتواصل لذلك التمثيل السلبي للسود، والذي تكوّن في تاريخنا على مدار قرون طويلة، وانغرس عميقاً في نفوسنا حتى ظننا أننا لا نستطيع التحرّر منه، أو «لا نستطيع تقبّله نفسياً» على حد تعبير محاورتي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد