-
/ عربي / USD
حينما نتحدث عن الظلم والظالمين لا يتصور أحد أنَّه غير مخاطب به, وليس من شأنه أن يقع يوماً في دائرة الظالمين, إننا نتحدث عن الظلم بوصفه مفهوماً أفرد الله (عزَّ وجلَّ) له في كتابه مساحة كبيرة جداً لعظم شأنه؛ ولأنَّه ممّا يُبتلىَ به جميع البشرعلى اختلاف طبقاتهم وتصنيفاتهم إلّا من عصمه الله عن ذلك؛ فالظالم كما هو مصداق واضح للحاكم المستبد القاهر؛ فهو أيضاً ممّا ينطبق على كل إنسان يمكن أن يتلبس بظلم ما ؛ فيصدق عليه وصف الظالم من دون استثناء, وإذا كان ثمّة فرق فهو بلحاظ ما أوقعه من الظلم على الآخرين, ومدى آثاره في المظلوم نفسه, أي: في مرتبة الظلم وآثاره لا في أصل صدق الظلم عليه.
وفي مورد الخلاص من تبعات الظلم فليس أمام هذه العقبة الكأداء التي سيواجهها مرتكبُ المظالم إلّا طريق واحد فقط للنجاة وهو الاستحلال من المظلوم والخروج عمّا تشتغل به ذمته من حقوق ماديةً كانت أم معنويةً؛ ولا بدَّ أن يعلم الظالم - أيُّ ظالم كان- أنَّ عاقبة التأجيل والاستخفاف بظلامات الآخرين وخيمة, وليس هناك من سبيل سوى المسارعة في طلب العفو, وإرجاع الحقوق, والتنازل عن الكبرياء المصطنعة والزائلة فإنَّ فضائح الدنيا مهما كانت قاسية على كرامة الإنسان الذي يعتقد بهدر كرامته وكبريائه في طلب العفو والصفح؛ فإنَّها لا شيء أمام فضائح الآخرة, وذلة موقف الظالم أمام الله تعالى.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد