يدرس بحثنا هذا، بمجمله شعر الشَّاعر جواد الحطَّاب دراسة معمَّقة؛ حيث إن هذا الشَّاعر على حدِّ ذاته من أهمِّ الشّعراء المقاومين العراقيين، وقد وصفه بعض النُّقَّاد بأنَّه شاعر ضدّ الاحتلال وعملائه لمناهضته إياهم، وفي الحقيقة فإنّ هذا الشّاعر يتمتّع بقدرة فائقة في إبداع الصّور الشعرية الّتي تَمُتُّ صلةً بشعر المقاومة بمكوِّنات طريّة ومثيرة للإعجاب؛ ويهدف من خلال صوره الشّعريّة أن يصبّ جلّ اهتمامه في تصوير بشاعة إجرام الاحتلال الأمريكيّ للعراق وحيوانيّته، وأن يجسّم ما يحدث في مجتمعه أثناء تواجد عدوّهم، داعياً إلى الإصلاح والتّغيير كما ويصوّر في شعره العصر الّذي يعيش فيه، وينقد الوضع السّياسي والزّمن الّذي لا يسود فيه غير الوضيع المعيب وتعمّ فيه الفوضى وينتشر فيه الخوف.
ويدعو الشّاعر إلى الوقوف بوجه المحتلّ المتسلّط على رقاب النّاس ظلماً وجوراً ويحثّ الشّعب العراقي على دفع الظّلم وطلب العلى والحياة الحرّة الكريمة على طريقة الآباء والأجداد العظام.
ويطمح أن ينظر إلى استقلال وطنه بعد احتلال طويل، نظرةَ إكبارٍ، وذلك من أجل كرامته وتحريره من كل القيود والكبول.