تتناول رواية سويت أميركا (أميركا الحلوة) للكاتبة الجزائرية المعروفة زينب لعوج، جانباً من الحياة الأميركيّة الصعبة والمتناقضة، التي تنعكس سلباً على الأجانب بالخصوص العرب والمسلمين واللاتينو (المكسيكيّين وغيرهم) منذ أحداث 11 سبتمبر.
الروائيّة لا تكتب من العدم أو من التخييل الصرف، فقد خبرت الحياة الأميركية في فترة إقامتها في لوس أنجلس، مدينة السينما والمغامرات السعيدة والحبّ، والشوبيز، والنجومية، فكشفت عمّا يتخفّى من وراء تلك الهالة الساحرة من عنف وعنصريّة متأصّلة، وجريمة.
لكنّها لا تتوقّف عند هذا الحدّ، بل تذهب بعيداً في أعماق مدينة افتراضية أسمتها فريلاند (أرض الحرية) لتكشف لنا عن صورة أخرى دافئة لأناس يرفضون العنصريّة لأميركا اليوم، ويناضلون بصعوبة من أجل إبداع صورة جديدة لفريلاند حقيقيّة.
سويت أميركا عنوان مخاتل، تقول الرواية شيئاً آخر من خلال شخصيّة مستر جيل الّتي يظنّها العنصريّون مسلمة تجب محاربتها وحتّى قتلها؛ مهنتها ترميم المواقع الأثريّة، الكنائس على وجه التحديد، فتنهض مجموعة "لابت كوفي"، البيضاء، المريضة بتاريخ العبوديّة المتأصّل، وتتخطّى عتبة ما يمكن تحمّله، فتقدم على ارتكاب أبشع جريمة عنصرية حرّكت الرأي العامّ في المدينة، لتكشف الرواية عمّن يدير اللعبة في بلد يفترض أنّه أكبر تجربة ديمقراطيّة في العالم!.
الإِيقاع الفنّي البوليسيّ للرواية وفّر لها حركيّة وديناميّة تدفع بالقارئ إلى الركض وراء أبطال يتحرّكون بسرعة، كما في الروايات العالمية الكبيرة: اسم الوردة، ميلينيوم، شيفرة دافينشي وغيرها.