هذا الكتاب سيهتم بتوضيح وإبراز أثر الاستصحاب في عملية الاجتهاد ومساهمته في مرونة الفكر الإسلامي وخصوبته، سواءً من حيث العمل به وفاعليته في عملية الاجتهاد، أو من حيث أثره في القواعد الفقهية والمبادئ الشرعية، مع الاهتمام ببيان علاقة الاستصحاب بقضية التجديد في الفقه الإسلامي، وأنه وسيلة فعالة لتحقيق ذلك، فضلاً عن كونه وسيلة لتجديد الدين أيضاً.

فالغرض من هذا الكتاب دراسة دليل الاستصحاب دراسة تحليلية شاملة، لإبراز حيوية العمل به وفاعليته في عملية الاجتهاد، لا سيما أننا في عصر كثرت فيه المستجدات وتطورت أنماط الحياة تطوراً هائلاً في جميع النواحي وعلى كل المستويات، فالحاجة داعية إلى إعمال أصول واسعة لفقه الحياة العامة في الإسلام، ومن بينها دليل الاستصحاب.

وهذا الكتاب قسم إلى أبواب ثلاثة وتحت كل باب جملة من الفصول،

فالباب الأول: يبحث في ماهية الاستصحاب في الفكر الأصولي.

والباب الثاني: يبين فاعلية هذا الدليل في عملية الاجتهاد من حيث موقعه في الاستدلال في البحث الأصولي عامة والاجتهاد المعاصر خاصة.

والباب الثالث: فقد أفرد لبيان علاقة الاستصحاب بتجديد الفقه الإسلامي..