رواية هي أم مذكرات أم ‏رسالة مقاومة عابقة بعشق ‏النضال العزة والأمل؟ إنها كلٌ متكامل، فقرأها ‏من المنبع إلى المصب، ‏فتشعر بأنك في «سجن ‏الخيام»، وفي ربوع ‏الجنوب تصطاد ‏الصهاينة الأعداء، وفي ‏سهرات البيوت الملأى ‏بالنوادر والحب وتكتشف ‏كم أن الايمان بقضية ‏كبرى يساوي الوجود وما ‏بعده.‏
نصري حجازي يدون ‏يومياته في هذه الصفحات ‏هو لن يقرأها في كتابه، ‏ولكنه سيطل عليها من ‏فوق فيرى عمره فيها، ‏وأن ما رسمته يداه سيبقى ‏دليلا لمن بعده من رفاق ‏النضار يهتدون بنوره، ‏فلا تنطفئ فيهم جذوة ‏العطاء، ولا ترهبهم ‏أنياب التنين نجا ثم على ‏أرضنا يقتل ويدمر.‏
مثل هذه الصفحات لا ‏تنتهي بنقطة في آخر ‏الرواية، بل هي متوهجة ‏رائدة في الطريق الى ‏النصر الأكيد، يرى فيها ‏أحفاد الاحفاد شمسهم الى ‏الحرية، وحياتهم المدججة ‏بالكبرياء، وغدهم المطل ‏على قمم لا تنحني.‏
الشاعر والأديب غسان ‏مطر