-
/ عربي / USD
رواية منا.. قيامة شتات الصحراء، تحفر في موضوع مسكوت عنه وتجاوزه المؤرخين، رغم خطورته، بحكم أنه غير مسار الصحراء، وجعل شعوبها شتاتا بين دول الجوار..
إنه ببساطة جفاف 1973، الذي ضرب صحراء شمال مالي، وأهلك العشب والنسل، فضاعت المواشي وضاع معها الإنسان وتاه، مات من مات.. ومن بقي وجد نفسه أمام هجرة قسرية، لم يفكر فيها يوما، فالبعض هاجر للنيجر والبعض لموريتانيا والبعض للجزائر، التي كانت رحيمة بإنسانية ثورتها النوفمبرية، ونظرا للامتداد التاريخي بين القبائل التارقية والعربية بالجنوب، ككنتة بتوات والبرابيش بكرزاز والأتواج بفنوغيل، والتوارق بالهڨار والطاسيلي.
لعل المسار الذي غير الأحداث من هذه الهجرات والشتات؛ ليس هجرة النيجر أو موريتانيا أو الجزائر، إنما هجرة ليبيا، التي أسالت لعاب التوارق، من طرف القذافي، وطعمه لهم في أمنية الوطن المفقود، مما فتح لهم معسكرات التجنيد ببن وليد و12 مارس قرب العاصمة طرابلس، وكذا إدخالهم في حروب بالوكالة بجنوب لبنان واعتقالهم من طرف إسرائيل بمعتقل أنصار، وكذا اقحامهم في حرب أوزو بتشاد.
يمكن القول، إن منا عالجت الماضي المتسبب في الراهن، ويتمثل ذلك في تدفق المتدربون من الأزواديين بليبيا بعد سقوط القذافي نحو شمال مالي، وقيام حرب الأزواد والساحل..
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد