-
/ عربي / USD
إنَّ ما يشهده الإنسان في دورة الحضارة الأخيرة دورة الحداثة والعَولمة التي شهدت تحولات كبرى على طريق العلوم والمعرفة، لها طبيعة وحقّيقة ماديَّة ولها حقّيقة ذاتيَّة غير ماديَّة، وليس من المجازفة القول بأنَّ حقيقة وباطن هذه التحولات أعظم وأكبر بكثير من ظاهرها، وهي في تساريع مخيف من طفرات الذكاء الإصطناعي ومحاولات الإنسان صنع جيل من الحواسيب يكون نِداً له في القرار والإختيار، إلى محاولات التغيير والتلاعب في جينات الموجودات وآخرها الإنسان نفسه، وإدخال تغييرات في أجياله القادمة من خلال محاولات إعادة تشكيل الخارطة الجينية له من جديد للوصول إلى إنسان المستقبل، ولا ندري متى تبدأ وتيرة السباق المحموم هذا بالتباطؤ ليقف الإنسان للحظة لتقييم ما وصل إليه من مكتسبات وخسائر في هذا السبيل، ولعلَّه يقوم بذلك يوم يشعر كإنسان لا كإله أنه بحاجة إلى إعادة تقييم التجربة من جهة إنسانيَّة لها ارتباط بعالم المعنى لا من جهة علميَّة مختبرية وتقنية، فيحاول إدراك الواقع الإنساني في القيِّم والأخلاق من خلال تحديد الموقع المتسافل الذي وصل إليه وهو في غمرة هذا السباق المحموم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد