-
/ عربي / USD
أريد أن أكون سعيداً، كانت هذه هي الإجابة الوحيدة لسؤال راودني على مدار الشهر.
ما زلت أشعر بالقشعريرة من مدى ابتذال هذه العبارة، فهي تشبه بعض المنشورات على مواقع التواصل الاجتماعي من قبيل "السعادة اختيار" أو "تتمحور الحياة حول السعادة" التي تشعرني بالإحباط.
ولكن لا يمكنني إنكار أن السعادة كانت هاجسي الجديد، فانهمكت بالبحث عن جواب لسؤال وجيه واحد: ما معنى إيجاد سعادة لا تنحصر بمتغيرات خارجية مثل المال أو الدرجة الوظيفية أو أن الأمور تسير "على ما يرام"؟.
ذهبت بعد ثلاثة أشهر إلى مُعتكَف لتأمل اليقظة الذهنية، وفي نهاية التجربة، بدأت أقدّر حياتي أكثر، فبدت الألوان أكثر إشراقاً، والطعام ألذّ مذاقاً، وشعرت بمزيد من الهدوء، وبدأت أنسج علاقات أعمق مع الناس، كنت أكثر حضوراً وسعادة.
لكن عندما عدت من بورما، صُدمت بإدراكٍ مفاجئ: إذا كان الشعور بالرضا والسلام في دير سهل المنال، فالحفاظ على الإتزان ورباطة الجأش وسط العلاقات والروابط الأسرية، والصراعات المالية، والهواتف الذكية، والأخبار، والعمل لساعات إضافية، شيء مختلف تماماً.
لذا، قرّرت أن أقوم بالعمل هنا، أن أتواجد بعمق في العالم الذي نعيش فيه، وأن أتعلّم كيف أكون إنساناً وسط هذا المجتمع، وأن أعثر على السعادة الحقيقية وسط هذه الفوضى.
هذا ما كرّست حياتي من أجله وما آمل أن أُساعد الآخرين على القيام به أيضاً.
إنه لشرفٌ كبيرٌ لي أن أكون برفقتك في هذه الرحلة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد