-
/ عربي / USD
عندما قمت بدراسة عن أقطاب الحركة الأدبية في البحرين خلال المئة سنة الأخيرة بتكليف من مديرية التربية والتعليم واستجابة لطلب من الإدارة الثقافية بالجامعة العربية، وجدت الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة بتقدم الرواد الأوائل في قافلة أدبائنا ومصلحينا، فاعتبرته - بلا تردد - قطب الفترة الأدبية الواقعة في الربع الأول من هذه المئة الأخيرة.
غير أن تلك الدراسة الموجزة - بما اعتمدت عليه من مصادر قليلة - لم تستطع أن تقدم سوى المعالم الرئيسية لشخصية الشيخ إبراهيم وأدبه وتأثيره، إلى أن سنحت فرصة التعرف إلى سعادة الشيخ محمد نجل الشيخ إبراهيم، الذي رأى فيما كتبته عن أدب والده ودوره تعبيراً عن واقع عايشه وخبره شخصياً.
وقد تفضل الشيخ محمد فأطلعني على كل ما في حوزته من قصائد ورسائل للمرحوم والده، فكان ذلك فتحاً جديداً مشجعاً في نطاق الجهود المبذولة من أجل دراسة أدب البحرين الحديث وإحياء تراثها الأدبي الذي طوته يد النسيان، فغدا مجهولاً لدى أبناء البلاد ومثقفيها الذين كانوا يتصورون أن بلادهم لم تبدع في غايرها البعيد وأمسها القريب ما يستحق الإحياء والدراسة.
وما إن غدت هذه الوثائق القيّمة في متناولي حتى توفرت عليها تصنيفاً وتحقيقاً أملاً في إخراجها إلى الضوء ووضعها بين أيدي القراء الكرام في البحرين والخليج والوطن الكبير، لتكون شهادة ذاتية لا تحتاج إلى دليل آخر على خصب الحركة الأدبية وحيويتها في هذه الجزائر العربية الرابضة في أقصى الإمتداد الشرقي من الدنيا العربية الفسيحة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد