-
/ عربي / USD
المبدع فرد من المجتمع يتطلع إلى تفاصيله ويتابع مستجداته بعين فاحصة وناقدة، يسجل أدق الوقائع بأسلوب فني يغري القارئ الذي تناط إليه عملية الفهم والتأويل؛ في هذا السياق تأتي مجموعة (صخب يمزق سكون الليل) نتيجة لتفاعل القاص أحمد بلقاسم وتأمله في واقع يعج بالمفارقات والإكراهات، منها ظهور فيروس كورونا أو كوفيد 19 الذي أرعب البشرية بمضاعفاته الخطيرة، فعلى مدى سبع عشرة قصة يتناول القاص كل التفاصيل الاجتماعية والنفسية والاقتصادية المستجدة مع هذا الوباء المستجد الذي حيَّر العلماء والأطباء والمسؤولين، وأرعب الناس العاديين ولم يفرق بين غني وفقير أو كبير وصغير، أو رجل وامرأة؛ إنه الوباء الذي شغل سكان الكرة الأرضية، فكيف لا يثير اهتمام المبدع الذي يُفترض فيه أن يكون شاهدا على عصره بقلمه المبدع. ولا تختلف باقي القصص في المجموعة عن القصص المخصصة لكورونا في تقصي بعض المواقف الإنسانية التي ينطلق منها الكاتب للكشف عن بعض الاختلالات في المجتمع بأسلوبه المرح الذي اعتاده عليه القراء.
أما من حيث البناء فالمجموعة استمرار للأسلوب القصصي للمبدع أحمد بلقاسم؛ فالشخوص من البسطاء الذين يجد الكاتب فيهم ضالته في الكشف عن القضايا البسيطة في ظاهرها والعميقة في جوهرها، يستنطقها ليشكل رؤياه النقدية بأسلوب مرحٍ ولغةٍ تعتمد التكثيف الموحيَ، والحوارَ أداةً مهمة للتعريف بالشخصيات وبصفاتها النفسية والفكرية والاجتماعية والتحديات التي تواجهها.
الدكتور ميلود لقاح
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد