-
/ عربي / USD
في غياب الحريّة، وفي التعسّف والظلم تكمن أصولُ المنافي، ومن رحمها تولد المصائبُ والرزايا: القمع والخوف والفساد والسجن والمنفى والموت...
- ما أغربَك، داريّو - قال إرفينغ - . هناك كنتَ ممن لا يتكلّمون بالسياسة...
- لأنّ الكلام في السياسة كان محرّماً... لا شيء غير الطاعة، وأنت تعلم ذلك...
- كنّا نتكلّم ولكن بصوت منخفض، كنّا نتكلّم... وأنتَ كنتَ في الحزب...
- اسمع، إرفينغ، أتعلم ما هو أفضل شيء وقع لي هنا؟.
- أفضل ممّا أنتَ فيه؟ - سأل إرفينغ.
- هنا أستطيع أن أتكلّم عمّا أريد، ومع من أريد، أن أعيش بلا قناع، ومن دون خوف! ولا تذكّرني بالأشياء هناك، ولا كيف تعمل، أرجوك...".
"كان الموظفون ينظرون إلى المسافرين، يتحققون من الحقائب، ويعودون للتحقق من الجوازات، ويطرحون على من يوشك على الخروج السؤال تلو السؤال، هل معك أجهزة كهربائيّة؟ مواد غذائيّة؟ هدايا؟ كتب؟ هلّا أريتني جواز سفرك؟ رجال الجمارك في إسبانيا لا يسألونك عن شيء، اللهمّ إلّا إذا كان معك فيلان مطليان بالأزرق، سيكتفون، عندها، بسؤالك: لماذا صبغتهما بالأزرق؟".
"لكنّ إرفينغ يعلم أنّ الحرّ الدبق الوسخ لم يكن المسبب الوحيد لتعرّقه الشديد، ولا لرغبته الجامحة في البكاء: بل هو خوفه، وحضوره الدائم الذي لا يستطيع منها فكاكاً، فالخوف عنده جزءٌ من الأوكسجين الذي كان يستنشقه في الجزيرة، وهو حالة التسمم التي جعلته يبتعد عنها، إنّه ذات الخوف الذي ظنّ، بعد كلّ تلك السنوات، أنّه طرده، لكنّه عاد عودة بومرنغ محتال تائه في البعد الرابع، ليضربه بقوته الطاغية"، "رفعت إليسا كتفيها من البطانية وعاينت القدح البلاستيكي".
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد