-
/ عربي / USD
لأن الإصلاح الديني وإن قصد إلى تخليص الدين من تكلُّسات الماضي وغبار الأيام إلا أنه لا يأمن أثناء ذلك من أن يمحو قدرًا من المكونات الصلبة للدين ويحل محلها غيرها، يرى جريجوري أن تعدد المعتقدات الدينية والعلمانية، وغياب أي مصلحة مشتركة موضوعية، وانتصار الرأسمالية ومحركها، والنزعة الاستهلاكية؛ كل ذلك كانت له آثار طويلة المدى لحركةٍ شكَّلت نهاية أكثر من ألف عام قدمت خلالها المسيحية إطارًا لمشاركة الحياة الفكرية والاجتماعية والأخلاقية في الغرب.
قبل الإصلاح البروتستانتي، كانت المسيحية الغربية نظرة عالمية مؤسسية محملة بتوقعات الأمن للمجتمعات الأرضية وآمال الخلاص الأبدي للأفراد. سعى أبطال الإصلاح إلى تعزيز تحقيق هذه الرؤية، لا تعطيلها، لكن شبكة معقدة من الرفض والممانعة والتحولات في المسيحية في العصور الوسطى تدريجيًّا حل محل النسيج الديني الذي كان يربط المجتمعات معًا في الغرب. في عمل يدور حول الحاضر بقدر ما يدور حول الماضي، يحدد براد جريجوري العواقب غير المقصودة للإصلاح البروتستانتي ويتتبع الطريقة التي تشكلت بها الحالة الحديثة على مدار القرون الخمسة التالية. يسأل «الإصلاح غير المنشود» ما الذي دفع الغرب إلى مسار التعددية والاستقطاب هذا، ويجد إجابات عميقة في الماضي المسيحي في العصور الوسطى. إنَّ كتاب «الإصلاح غير المنشود» مُوجَّهٌ إلى كل من يريد فهم ما أدى بأوروبا وأمريكا الشمالية إلى ما هما عليه اليوم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد