أضع هذا الكتاب بين يدي القارئ اللَّبيب، وقد عنونته بـ «كتاب الأربعاء.. في الإسلام السِّياسي والتَّنوير والمذهبيَّة». أما عن عبارة «كتاب الأربعاء»، فربّما احتاجت إلى توضيح، فالأربعاء مِن الأيام التي شهدت أحداثاً جساماً، وتكاد تكون مخالفة لمنطق المصادفة، في التَّشابه بين حادثات الماضي والحاضر، ولكثرة النَّواحس فيها، حيث كثافة التَّفجيرات داخل بغداد في أيام الأربعاء، كتبتُ موضوعاً تحت عنوان «نواحس الأربعاء».وجدت اتفاق أنحس الحوادث في هذا اليوم، ومنها أنَّ أهل العراق كانوا يتطيرون منه: «لا يتناكحون، ولا يسافرون فيه، ولا يدخلون من سفر، ولا يبايعون فيه بشيء، ولا بالبغل الأغرِّ الأشقر. قال: فدعا الحَجَّاج ببغلة شقراء محجّلة، فركبها خلافاً لرأيهم، واستشعاراً بطيرتهم، وتوكلاً على الله، ونادى مناديه في عسكره: أن أنهضوا إلى قتال ابن الأشعث»(ابن قتيبة، الإمامة والسِّياسة، يُذكر أن الكتاب منحول على ابن قتيبة).