-
/ عربي / USD
برؤية فيليب كيندرد ديك في هذه الرواية، تُهزَم روسيا والحلفاء في الحرب العالميّة الثانية، وتنتصر ألمانيا واليابان اللتان تختلّان الولايات المتّحدة الأمريكيّة، وتقسّماتها إلى:
أ) الولايات الأمريكيّة الباسيفيكيّة: في الساحل الغربيّ المحاذي للمحيط الباسيفيكيّ (الهادئ)، تحتلّها اليابان.
ب) ولايات جبال روكي: في الوسط، تُعَدّ منطقة عازلة بين القوّتين العظميين.
جـ) الساحل الشرقيّ الذي تحتلّه ألمانيا، يُقسم إلى "الولايات المتّحدة" في الشمال الشرقيّ التي تخضع لحكومة صوريّة تابعة للنازيّين، وولاية "الجنوب" في الجنوب الشرقيّ، التي يحكمها نظام عنصريّ متعاون مع النازيّين.
الألمان هم الملامون على خلق هذا الوضع، بسبب ميلهم إلى القيام بما يتجاوز قدراتهم، بالكاد انتصروا في الحرب، لكنّهم انطلقوا على الفور إلى استعمار المجموعة الشمسيّة، وسنَّ قوانين في الوطن أدّت إلى... حسناً، الفكرة كانت جيّدة على الأقلّ!.
لقد نجحوا في نهاية المطاف بالقضاء على اليهود والغجر وشهود يهوه، وأجبروا - وهو ما هلّل له الجميع - السلافيّين على مغادرة أوروبا للأبد، والعودة إلى وطنهم الأمّ في آسيا، حيث نكصوا ألفي عام إلى الوراء، إلى ركوب ثيران الياك وإلى الصيد بالقوس والسهم.
من ثمّ، هناك المجلّات العظيمة البرّاقة التي تُطبَع في ميونخ، وتُوزَّع في كلّ المكتبات وأكشاك الصحف، بوسع المرء أن يتماهى مع صورها الملوّنة، التي تشغل صفحة بأكملها، إذ إنّه سيرى نفسه في المستوطنين الآريّين، بشعرهم الأشقر وعيونهم الزرقاء، الذين يحرثون الأرض ويقلّبونها ويحصدونها باجتهاد في أوكرانيا، سلّة قمح العالَم.
السعادة تلوح على وجوههم بكلّ تأكيد، ومَزارِعهم وأكواخهم نظيفة، لقد اختفت تماماً صور البولنديّين السكارى الأغبياء، المتمدّدين بكسل على الشرفات المتداعية، أو أولئك الذين يبيعون بضعة رؤوس قرنبيط ذابلة في سوق القرية.
كلّ ذلك أصبح من الماضي الآن، تماماً كالطرقات الترابيّة التي تتحوّل إلى مستنقعات طينيّة في موسم المطر، فتعلق فيها العربات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد