-
/ عربي / USD
رسمت المنظومة المعرفية، والقيمية، والأنطولوجية الغربية صورة للعقل الزنجي بعدَّه عقلًا مظلمًا لم يصل طوال تاريخه إلى التحضر اللازم لجعله عقلًا قادرًا على التفلسف. فالزنجي يعد نتاجًا لآلة اجتماعية وثقافية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بعولمة الرأسمالية. فقد نُحت هذا المصطلح للدلالة على الإقصاء والقسوة والانحطاط. إنه إشارة إلى شخص مشعوذ مُستهجَن باستمرار. فهو مُحتقر وبغيض إلى حد كبير. إنه الإنسان الوحيد في النظام الحديث الذي تحولت بشرته إلى صورة، وروحه إلى سلعة، إنه القبو الحي لرأس المال، ولكن الزنجي، على الجانب الآخر يحمل هوية تجعله حاضرًا في هذا العالم وهي "الزنوجة" التي تعد رمزًا للرغبة الواعية في الحياة، والقوة المتدفقة، والطاقة المرنة، والمنخرطة دومًا في فعل الإبداع، والقادرة على العيش في خضمّ أزمنة وتواريخ عديدة في آن معًا. إن الزنجي هو طمي الأرض، وشريان الحياة الذي تحلم البشرية من خلاله بالتصالح مع الطبيعة، أو حتى التصالح مع الوجود كله، وستجد الإنسانية وجهها، وصوتها، وحركتها الجديدة في هذا الزنجي.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد