-
/ عربي / USD
الرغبة بالإستسلام للضعف أمرٌ طبيعي يشعر به الكثيرون، لكن الإستسلام في حالة هيثم كان يجب أن يكون خارج المعادلة.
كان سعيه الأكبر أن يحافظ على رأسه فوق كتفيه، لكنّ تلك الكلمات طاردته: تستطيع أن تكون من تريد يا هيثم، يا عزيزي
لكنّه أحمق من يظنّ أنّه نفسه، نحن ما دفعتنا الحياة لأن نكونه، حتّى وأنت هكذا تمشي بثقة وتوزّع الإبتسامات على زملائك يمنةً ويسرى، تدرك تماماً أنّك لست على هذا القدر من الثقة.
تدرك أنّك لن تستطيع أن تقاوم طويلاً وستنتهي شيخاً عجوزاً يلتهم الحبوب، الواحدة تلو الأخرى، عجوز يتّكئ على عصا خشبيّ ويقوم بحركة لا إرادية بذقنه وشفتيه، مصدراً صريراً بأسنانه.
لا بدّ لك أنت أيضاً أن تعترف أنّك مختلّ وأنّ هذا الإختلال جزء من الطبيعة، أيّ أنّ الحبة التي ستبتلعها ليست دليل مرض على قدر ما هي دليل عافية.
لكن أن تظنّ هكذا أنّك أفضل من الآخرين، أنّك لا تمتلك، مثلهم، عاداتٍ سيّئة وأمراض عقلية، وأنّك تتمالك أعصابك، فهذه قمة الجنون.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد