-
/ عربي / USD
بعد أقل من ربع قرن على إخماد ثورة النفس الزكية محمد بن عبد الله في مدينة (رجب - رمضان 145/ سبتمبر - نوفمبر 762)، وثورة أخيه إبراهيم في البصرة (رمضان - ذو القعدة 145/ نوفمبر - ديسمبر 762)، عاد الحسنيون في الحجاز للإنتقاض على الخلافة العباسية بقيادة الحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب (ذو القعدة - ذو الحجة 169/ مايو - يونيو 786)، وقد قضى الخليفة موسى الهادي على ثورتهم في موقعة فخ بالقرب من مكة.
ولم يكن القضاء على هذه الثورة بالأمر الصعب، كما إنها لم تهدد سلطة الدولة العباسية وهيبتها، بل كانت إحدى تلك الطفرات العلوية المثالية وغير المنظمة التي كانت تنمّ عن اليأس.
غير أن هذه الثورة - رغم إخفاقها - تمخضت عنها نتائج مهمة شغلت فترة خلافة الرشيد، وكان لها دور واضح في إنتشار الفرقة الزيدية: إذ استطاع أخوَا محمد بن عبد الله من أبيه، إدريس ويحيى ابنا عبد الله، الهرب إثر هذه الوقعة، فعمل الأوّل على تأسيس دولة الأدارسة في المغرب، فيما مهدّ يحيى للدعوة في الديلم، مما أثمر قيام دولة للزيدية في الديلم بعد أقل من نصف قرن.
وقد حظي نشوء دولة الأدارسة بدراسات متعددة، إلا أن هذه الدراسات تناولت في معظمها فترة التأسيس الثانية، أي فترة حكم إدريس الثاني وما يليها، ولم تمر إلا عرضاً بالفترة الأولى لما يكتنف المصادر من غموض ومعلومات متضاربة تبلغ أحياناً حدّ الحكايات الأسطورية.
والأمر نفسه يصح على الدراسات المتعلقة بدولة الديلم؛ إذ غضّت هذه الدراسات نظرها بشيء من الحذر وعدم الإطمئنان عن المراحل السابقة على دعوة القاسم بن إبراهيم.
لذلك جاء هذا الكتاب الذي يعد من أوائل الكتب التاريخية الزيدية، وهو يتناول فترة محددة تبدأ بمعركة فخ ويتابع مصائر يحيى وإدريس ابني عبد الله، ويقدم معلومات جديدة غنية ومتميزة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد