-
/ عربي / USD
أدعية الأيام السبعة كتاب أدعية لمؤلفه أبو تميم معدّ المعزّ لدين الله، الخليفة الفاطمي والإمام الإسماعيلي، الذي ولي الأمر بعد أبيه المنصور بالله أبي الطاهر إسماعيل سنة 341هـ وكان عمره حينئذ اثنتين وعشرين سنة، وكانت ولادته بمدينة المهدية، عاصمة الفاطميين بالمغرب، يوم الاثنين الحادي عشر من شهر رمضان سنة 319هـ، وذلك في أواخر عهد الخليفة المهدي بالله الفاطمي. فنشأ وترعرع هذا الطفل في قصور المهدية كأبناء الخلفاء وأولياء العهود، وتلقى تعليمه الديني والدنيوي في طفولته ولما بلغ أشدّه ضرب في كل علم من العلوم بسهم وافر. وكانت تبدوة عليه أمارات النجاية منذ نعومة أظفاره، هذا وإن المصادر الفاطمية لا تمدنا بأي معلومات وافرة عن تربيته وتعليمه، وقد يكون السبب في ذلك عائد إلى أن الإمام، وبحسب عقائد الشيعة الإسماعيلية، هو منبع العلم والمعرفة، وأنه يرث العلم من آبائه ولا يحتاج إلى معلم، بل هو المعلم لأتباعه بدون منازع. وكذلك كانت تعتقد الشيعة أن منصب الإمامة هو وارثة النبوة والوصاية لهداية الناس. فالأئمة، وفقاً لهذه العقيدة، يتوارثون العلم كابراً عن كابر. وكذلك تعتقد الإسماعيلية أن للأئمة فراسات موروثة وأنهم ينظرون إلى أمور هذه الدنيا بنور الله.
وكانت شخصية المعز لدين الله صاحب هذه الأدعية، من أبرز الشخصيات في تاريخ الدعوة الإسماعيلية عامة وتاريخ الدولة الفاطمية خاصة. وكان أعظم خلفاء الفاطميين، ويعدّ عصره من أزهى العصور للدولة الفاطمية، وكان حافلاً بمظاهر القوة والعظمة فقد استطاع المعز لدين الله أن ينظم الملك الواسع بما سنه من النظم الإدارية الحازمة، ولم يكتف بذلك؛ بل هو نهض بالجانب العلمي والأدبي والثقافي حيث أصبحت العاصمة المنصورية في المغرب، ثم القاهرة في مصر، كعبة للعلماء والشعراء وطلاب العلم والمستجيبين للدعوة الإسماعيلية.
وبالنسبة لهذه الأدعية، فليس عند الإسماعيلية أي جدل حول نسبتها إلى الإمام المعزّ لدين الله. ففي الأدب الإسماعيلي هي منسوبة إلى الإمام المعز لدين الله، وكذلك بالنسبة لمؤلف الرسالة المذهبية الذي أشار عدّة مرات في رسالته إلى ذلك. وأما الشواهد الموثوق بها في الأدب الإسماعيلي عن نسبة الأدعية إلى الإمام المعز لدين الله، فتأتي بعد قرنين من الزمن بعد تأليف الأدعية حيث كان الداعي إبراهيم بن الحسين الحامدي، المتوفى سنة 557هـ أول من أشار إلى الأدعية ومؤلفها ثم الداعي إبراهيم الحامدي والداعي إدريس عماد الدين المتوفى سنة 872هـ وهذا من سلسلة الدعاة المطلقين في اليمن. فهذه الشواهد الثلاثة التي وردت في كتب علم الحقائق المعتبرة للدعاة الكبار عند الإسماعيلية المستعلية الطيّبية أقوى دليل على صحة نسبة الأدعية إلى المعز لدين الله.
هذا وقد تمّ اعتماد المحقق في تحقيق هذه الأدعية على أربع مخطوطات، وكل هذه النسخ الخطية قريبة العهد ومصدرها الطائفة المستعلية الطيّبية الإسماعيلية، تعرف بالبواهر، التي تقيم في قارة شبه الجزيرة الهندية، والتي تحتفظ بالتراث الإسماعيلي الفاطمي التي انتقلت أولاً من مصر إلى اليم، ثم من اليمن إلى الهند. ومن هذه المخطوطات الأربعة، ثلاثة منفردة لأدعية المعزّ فقط، والرابعة هي مجموعة الأدعية للإيام السبعة التي تحتوي على الأدعية المختلفة، وتوجد في ضمنها أدعية المعزّ أيضاً. وقد جرت عملية التحقيق ليخرج هذا الكتاب وقد ضبط نصه وخرجت آياته وبينت معانيه وتمّ التعليق على ما استغلق فيه من مفاهيم.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد