-
/ عربي / USD
ابن الجوزي هو جمال الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن علي القرشي التيمي البكري (من ذرية أبي بكر الصديق) الفقيه الحنبلي، الحافظ المفسر الواعظ المؤرخ الأديب، المعروف بابن الجوزي. ولد ببغداد سنة 508هـ/1114م أو سنة 510هـ/1116م تقريباً، وتوفي سنة 597/1200م. وكان أهله تجاراً في النحاس، ولهذا يوجد في بعض سماءاته القديمة: عبد الرحمن بن علي بن الجوزي الصفا، كان ابن الجوزي مجداً في طلب العلم، منكباً على تحصيله يستعذب العذاب في سبيله ولا يضيع أوقاته، حتى أنه يتناول في النهار أكلة خفيفة، حرصاً على لقاء الشيوخ والسماع منهم. واشتهر في زمن الطلب بكثرة سماعه للحديث، وسيرة النبي (صلى الله عليه وسلم) وشمائله، ومعرفة أحوال الصحابة والتابعين، وأثرت هذه المعرفة في استقامة سلوكه ومراقبته لمولاه. وهام بفنون العلم كلها منذ زمن الطفولة، وكان يريد التبحر في كل ذلك.
ومما أعان ابن الجوزي على البلوغ والتفوق على كثير من معاصريه، عزوفه عن اللهو وإضاعة الوقت فيما لا يجدي، وتنظيم أوقاته تنظيماً دقيقاً لشعوره السليم بقيمة الوقت وميله إلى العزلة والتقلل من مخالفة الناس إلا بمقدار، منذ عهد صباه المبكر. ونتيجة لذلك كله تعددت تآليفه في كثير من العلوم كالتاريخ والتراجم، والحديث والتفسير والوعظ وغيرها، فكان من أغزر العلماء في عصره إنتاجاً.
وكتاب ابن الجوزي الذي نقلب صفحاته أحد هذه المؤلفات وهو في المشيخة. والمشيخة هي التي تشتمل على ذكر الشيوخ الذي لقيهم المؤلف وأخذ عنهم أو أجازهم وإن لم يلقهم. والمشيخة في معنى المعجم، إلا أن المعجم يرتب المشايخ فيه على حروف المعجم بأسمائهم بخلاف المشيخة. وقد جعل ابن الجوزي رقماً مسلسلاً لشيوخه الذين روى عنهم، مبتدئاً بذكر اسم ونسب الشيخ الذي روى عنه الحديث، بقراءة شيخه أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، أو بقراءته هو بنفسه، وأحياناً يضبط تاريخ سماع شيخه، كما يضبط في الغالب تاريخ روايته هو باليوم والشهر والسنة، وأحياناً يقتصر على ذكر الشهر بدون بيان لليوم، ويذكر السنة، ثم يسوق الحديث بالإسناد المتصل إلى رسول الله (ص)، ثم يذكر إخراج الشيخين البخاري ومسلم للحديث، أو انفراد أحدهما بإخراجه، ويبين كيفية وقوع الحديث له عالياً.
وقد جاء الكتاب محققاً حيث كان هناك ترجمة للأعلام المشهورين، وإحالة على كتاب "الأعلام" و"معجم المؤلفين" مع بسط لترجمة الرواة من رجال الكتب الستة وإحالة إلى مصادر تلك التراجم، وتخريج للأحاديث وتصحيح للنص.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد