-
/ عربي / USD
مصنف هذا الكتاب هو صدر الدين أبو علي الحسن بن محمد (خمسة مرات) بن عمر القرشي التيمي البكري (من سلالة أبي بكر الصديق)، النيسابوري الأصل، الدمشقي المولد والنشأة، القاهري الوفاة، المحدث الصوفي. ولد بدمشق سنة أربع وسبعين وخمسمائة (574هـ/1178م)، ونشأ في بيت له عناية بالرواية والسماع، والارتحال إلى البلدان للقاء المحدثين والأخذ عنهم فتأثر بهذا الاتجاه، وجال في الأقطار للسماع والرواية.
وبهذا يتبين حرصه على الرواية والسماع، وارتحاله إلى الأقطار للقاء المحدثين والأخذ عنهم، وتخرج على أيديهم فيما يتصل بالحديث وعلومه من الأنساب والتراجم، ومعرفة المختلف والمؤتلف من الأعلام.
والكتاب الذي بين يدينا هو أحد مؤلفاته حيث جمع فيه أربعين حديثاً من أربعين كتاباً كل كتاب يسمى بالأربعين عن أربعين من الصحابة في أربعين باباً من العلم. وهذا الكتاب سماه بعضهم "الأربعين البلدانية". ويبدو أنه قلد فيه الحافظ أبا القاسم بن عساكر الذي اقتدى بالحافظ السلفي في تأليف "الأربعين البلدانية".
ويبدو للمتأمل أن صدر الدين البكري في تأليفه "الأربعين" اقتدى بمنهج ابن عساكر في كتابه الأربعين البلدانية، وزاد عليه شيئاً وهو النقل من أربعين كتاباً كل كتاب يسمى بالأربعين، ونقص عنه شيئاً وهو أن المدن التي روى بها وسمع من محدثيها لا تصل إلى الأربعين. هذا بصفة عامة، ومن يتتبع "الأربعين" للبكري يجد أنه اتفق له سماع كتب الأربعينيات في اليوم الأربعين من السنة، ويستنبط أنه ألف "أربعينه" في سنة 640.
والمنهج الذي سار عليه البكري في كتابه أنه يذكر أولاً اسم كتاب الأربعين الذي ينقل عنه، ويذكر اسم مؤلفه، ويترجم له ترجمة موجزة بذكر شيوخه ورحلاته، ومن روى عنه، ويشير أحياناً إلى منهاج تأليف كتاب الأربعين الذي نقل عنه، ويذكر منزلة المؤلف في العلم والثقة، ويختم بذكر ميلاده ووفاته.
ثم يسوق إسناده في رواية الحديث، ويتكلم عما ورد في الإسناد من الكنى والألقاب والأنساب، ويبين ما يتفق فيه أحد رجال الإسناد مع غيره من الاسم أو في النسبة، ثم يذكر من اخرج الحديث من الإيمة الستة، ويبين كيفية وقوعه له عالياً موافقة أو بدلاً. والموافقة والبدل. والموافقة والبدل من أنواع العلو النسبي.
ومن كل ما سبق يتبين طرافة هذا الكتاب في موضوعه ومنهجه ونقله من كتب مؤلفة في الأربعينيات أقلها ما زال مخطوطاً، وغالبها مفقود أو غير معروف، مع ما في تراجم مؤلفي الأربعينيات من فوائد تهم المعتني بالتراث الإسلامي، زيادة عما في إيراد أسانيده عن شيوخه في مختلف البلاد العربية والإيرانية والأفغانية من الفوائد لمعرفة إيمة الرواية في القرن السابع الهجري، ومعرفة مشايخهم، وجمع بعضهم بين الرواية والتصوف. ومن الطريف أن البكري قد روى عن بعض النساء، وبعض شيوخه روى عن النساء أيضاً لكن عددهم قليل جداً بالنسبة له وبالنسبة لمشايخه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد