-
/ عربي / USD
لا يكاد يخلو مصنف قديم من الحديث عن الزواج "لفظ/معنى" فلا غرابة أن تعتبر قضية "اللفظ والمعنى" من أكبر القضايا التي عرفها النقد العربي. والتي كانت وما زالت موضع اهتمام النقاد قديماً وحديثاً؛ بل إن اللفظ والمعنى يمثلان زوجاً إشكالياً في التراث على نحو عام. لذلك مثلت العلاقة بين اللفظ والمعنى مشكلة رئيسية هيمنت على تفكير اللغويين والنحاة وشغلت الفقهاء والمتكلمين واستأثرت باهتمام البلاغيين والمشتغلين بالنقد، نقد الشعر ونقد النثر، دع عنك المفسرين والشراح الذين تشكل العلاقة بين اللفظ والمعنى موضوع اهتمامهم العلنيو الصريح.
إن قضية اللفظ والمعن إذن قضية ذات طابع استقطابي يمحضها لأن تكون من المسائل الرؤوس في التراث الفكري العربي بوجه عام، والتراث النقدي على وجه التحديد. فلا غرابة أن يتفق معظم النقاد العرب المعاصرين على أنها مشكلة المشكلات.
من هنا جدّ الباحث في هذا الموضوع منطلقاً من سؤال (هل للعرب نظرية شعرية؟ والذي قاده إلى اختيار أبرز قضية خلافية، والمشار إليها آنفاً، والتي عرفها الدرس النقدي القديم في مسألة اللفظ والمعنى التي اهتم بها العرب متوقفاً في بحثه هذا عند مجهودات النقاد العرب المعاصرين في تناولها وذلك عند مسلكين في التناول: مباشر وغير مباشر. وقد انضوى تحت المسلك غير المباشر في تناول قضية اللفظ والمعنى أعمال اهتم فيها أصحابها بالقضية إما في إطار العناية بناقد معين أو في إطار العناية بقضايا نقدية مختلفة. وعند هذا المسلك آثر الباحث الووف عند مؤلفات اهتم فيها أصحابها بقضية اللفظ والمعنى ضمن اهتمامات أخرى إما مقصورة على ناقد واحد وإما ممتدة إلى قضايا نقدية متنوعة، أي وفق حركة أفقية لا يعتمد أصحابها الغوص عمودياً على القضية ذاتها بقدر ما يرون في تلك القضية وسواها مسالك إلى فهم فكر الناقد الواحد أو فهم قضايا النقد وأسسه العامة. وأما بالنسبة للمسلك المباشر في تناول قضية اللفظ والمعنى هنا يشير الباحث إلى أن هذا الضرب من التأليف الذي يعنى فيه أصحابه بقضية نوعية على حدة كقضية اللفظ والمعنى بمنأى عن الاتجاهين التأريخي أو الوصفي التوثيقي ضرب قليل.
وهنا توقف الباحث من خلال المسلك المباشر عند مؤلفات اهتم فيها أصحابها بقضية اللفظ والمعنى عمودياً عبر الغوص على تلك القضية والنفاذ إلى جوهرها دون الوقوع في تشتيت الاهتمام بين قضايا نقدية متعددة. ويشير الباحث بأنه ولتبرز الإشكالية في شموليتها خصت مدونته الكتب النقدية إلى القرن السابع الهجري مع مساهمة حازم القرطاجني، مع اعتماده نماذج متصلة بقضية وممثلة لعلم التفسير في نشأته ولعلم النحو وعلم أصول الفقه في طور التأسيس.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد