للكتاب الذي بين يدينا قيمة علمية كبيرة، فهو يعد مرجعاً مهماً في قانون الجهاد، أو ما يعبر عنه في هذا العصر بالعلاقات الدولية في حالة الحرب. فالكتاب يحتوي على أحكام فقهية، وخلاصة فكرية، وأعمال توجيهية، ويشمل جوانب التعامل مع العدو للدفاع عن النفس والمحافظة على بيضة الإسلام...
للكتاب الذي بين يدينا قيمة علمية كبيرة، فهو يعد مرجعاً مهماً في قانون الجهاد، أو ما يعبر عنه في هذا العصر بالعلاقات الدولية في حالة الحرب. فالكتاب يحتوي على أحكام فقهية، وخلاصة فكرية، وأعمال توجيهية، ويشمل جوانب التعامل مع العدو للدفاع عن النفس والمحافظة على بيضة الإسلام والجهاد في سبيل الله، ويشمل أيضاً أحكام محاربة الخارجين عن الطاعة والثوار والمفسدين في الأرض، ويستند في الاستدلال إلى الكتاب والسنة وأخبار السلف وأخبار المغازي والسيرة النبوية الخاصة بهذا الجانب. كما يضم بين دفتيه جانباً مهماً من السيرة النبوية وتاريخ الإسلام ويذكرنا بما كان يقاسيه المسلمون في الغرب الإسلامي، وخصوصاً في الأندلس من مقاومة للنصارى وصد لهجماتهم المتكررة، وتخوفاً من طمس لمعالمهم الإسلامية الراقية، والقضاء على حضارتهم الشامخة. من أجل ذلك كله أثر "قاسم عزيز الوزاني" متسلحاً بالصبر على ما لقيته من صعوبات جمة، أقل ما يقال عنها، ما يترتب عن وجود نسخة فريدة، لا تساعد إلى تعويض ما تلف من كلماتها، وما محي من عباراتها، وما وقع من أخطاء فيها، وكذلك ما يقوم على التعامل مع مؤلفه قديم، لا يسهل الوصول إلى مصادره -وجلها مخطوط أو مفقود- للوقوف على سلامة النقول إلا بعد توفيق من الله وعونه. مقسماً عمله هذا إلى قسمين: قسم خاص بالدراسة، وآخر خاص بتحقيق النص. أما القسم الأول فتحدث في فصله الأول عن المؤلف بادئاً بعصره من الناحيتين السياسية والفكرية، ثم انتقل إلى ذكر ما يتعلق بحياته، فتحدث عنه وعن أسرته ورحلاته وعن شيوخه وتلاميذه وما إلى ذلك، ثم عن مكانته العلمية ومؤلفاته الفقهية واللغوية. وخصص الفصل الثاني للحديث عن كتاب "الإنجاد" غني فيه بتوثيق الكتاب ونسبته إلى المؤلف وسبب تأليفه، ومصادره، ومحتوياته، ومنهجه وأسلوبه، وقيمته العلمية، ومقارنته بغيره من كتب الجهاد، ليبين مكانته بينها، ثم أتى بسرد لأهم الكتب المؤلفة في موضوع الجهاد السابقة منها واللاحقة على تأليفه. ووصف المنهج الذي اتبعته في التحقيق. والقسم الثاني خاص بتحقيق النص.