-
/ عربي / USD
هذا كتاب أوجز فيه عثمان الكعاك تاريخ الجزائر من العصر الحجري إلى الاحتلال الفرنسي وذلك في قسمين، في الأولى تأريخ للجزائر من مرحلة ما قبل الإسلام وحتى الرومان، وفي الثاني تحدث فيها عن (العصر العربي)، ويقصد بالعصر العربي ظهور الرسالة المحمدية وما تلاها من فتوحات إلى أن وصلت إلى بلاد المغرب. لذلك جعل هذا القسم يضم بالإضافة إلى ما ذكرنا، ستة أبواب. فكان الباب الأول (فتح الجزائر)، والباب الثاني (الجزائر من القرن الثاني إلى القرن السابع)، وهو عن الجزائر في العصر الموحدي، والباب الخامس الذي خصصه للدولة الزيانية، أما الباب السادس فقد كان عن الجزائر العثمانية.
وقد كان القسم الثاني أضخم من القسم الأول حجماً، كما أن التركيز على بعض الممالك مثل الرستمية والزيانية كان أكثر من غيره في الكتاب، والمؤلف في خطته تناول بنظام ملفت للنظر التاريخ السياسي باختصار، وركز على ما يمكن أن نسميه التاريخ الحضاري. فكان تناوله للأوضاع الاجتماعية والاقتصادية أوضح من غيره، كما أنه ركز على الإنتاج الأدبي والعمراني، وعلى تراجم العلماء والمؤلفين. ولا شك أن هذا يخدم هدفه وهو البحث عن الأمجاد الضائعة لأن التاريخ الحضاري هو المعبر الحقيقي عن كينونة الأمة. وفي هذا الإطار وجدنا له آراء قاسية ضد الحكم الأجنبي عموماً، ذلك الحكم الذي لم يسمح للشخصية الوطنية بالظهور وحرية التعبير، وظهر ذلك في الحكم الروماني، الوندالي، البيزنطي قبل الإسلام والحكم "التركي" بعد الإسلام.
وقد أثبت الكعاك أن هناك تناقضات بين الجزائريين والأتراك جعلتهم يقبلون بعضهم بعضاً أولاً ثم تغيرت الأحوال، إذ كانت "الحرب الداخلية قائمة على قدم وساق من عهد خير الدين إلى الداي حسين" مما جعل الجزائريين يتحملون الأتراك على مضض، ولكن المؤلف مع ذلك يرى أن الأتراك قد أحسنوا عندما أنقذوا الجزائر من الوقوع في مخالب أمة متعصبة مثل إسبانيا.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد