-
/ عربي / USD
الإمام البرزي هو فقيه تونس ومغنيها " أبو القاسم بن أحمد بن محمد بن المعقل البلدي القيرواني، الشهير بالبرزي، أبو الفضل، وقد أثبتت المصادر أن لإمام البرزي قيرواني النشأة والأصل، إلا أن هذا اللقب " الُبُرْزي " نادر الورود في المصادر والوثائق التاريخية للقيرواني، لا يعرف من نسب إليه غير الفقيه صاحب هذا الكتاب ورجل آخر من المرابطين يعيش بالقيروان في بداية القرن السابع الهجري. وقد حظي الإمام الفقيه البرزي بتقدير وإجلال وحسن اعتراف من معاصريه بالفضل في السلوك والتقدم في العلم، فكان مرموق الجانب عند العامة، محترماً عند الخاصة مستشاراً ومعتمد القول عند ذوي السلطان، فقد جمع البرزي ما يسمح له بمثل هذه المكانة من علم غزير ووظائف سامية وسلوك مرض وتقى وصلاح، تضاف إليها مواقف حازمة اشتهر بها في أوقات المحن التي أصابت مجتمعه. وقد وصفه الزركشي بالشيخ الفقيه، وابن مريم بفقيه تونس، وهو عند السخاوي أحد أيمة المالكية ببلاد المعري. تبدأ الإفتاء منذ عهد شبابه حين كان بالقيروان، وكان وبعيد انتقاله إلى تونس وإلى جانب التدريس يفتي بالمسائل العويصة إلى أن تولى أعظم خطط الفتوى وهي الإفتاء بجامع الزيتونة حيث توافد إليه الناس يسألون عما يعرض لهم من مشاكل وما تصادفهم من قضايا، وقد كان لهذا الإمام مؤلفات فقهية كثيرة، ولا شك أن كتابه الفتاوى الذي نقلب صفحاته هو أكبر تأليفه، وقد اشتهر الكتاب بين الفقهاء والمفتيين والباحثين القدماء بسبب أهميته ، ووُصِف بأنه " الديوان الكبير في الفقه والفتاوى" ويقول البرزي بأنه قصد فيه جمع أسئلة اختصرها من نوازل ابن رشد وابن الحاج والحاوي لابن عبد النور وأسئلة عن الدين وغيرهم من فتاوى المتأخرين من أيمة المالكين من المغاربة والأفريقيين ممن أدركه المصنف وأخذ عنه أو غيرهم ممن نقلوا، وغير ذلك مما اختاره ووقعت به فتواه أو اختاره بعض مشايخه وهو يعزو كل مسألة إلى من نقلها عنه غالباً، وما لا يعزو فيه فيكون قد نقله من كتب مشهورة مما اختصره أو رواه. أما طريقته في عرض المسائل فالإمام البرزي يعرض السؤال الذي وُجه إليه أو إلى أحد شيوخه أو إلى عالم من رجال المذهب، ثم يورد الجواب من عنده إذا كان السؤال قد وُجه إليه، أو الجواب الذي أجاب به المسؤول من الشيوخ، ثم يُعقّب على ما ينقله تعقيباً يختلف باختلاف موقفه من القضية. أما ترتيب الكتاب وتبويبه فقد سلك فيه مسلك أغلب جامعي الفتاوى حيث رمته على أبواب الفقه من الطهارة والعبارات إلى الأنكحة والطلاق إلى البيوع والتركات وغير ذلك، مع أنه أضاف في أول الكتاب باباً يتعلق بمسائل حكام الفتوى والمفتيين والحق بالكتاب مسائل تتعلق بالأدعيةوالوعظ والرقى والطب وغير ذلك من المتفرقات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد