-
/ عربي / USD
إن هذا الكتاب فريد كما سماه مؤلفه " درر العقود الفريدة في تراجم الأعيان المفيدة"، فهو يتضمن رواية وقائع شهدها أو رافقها كثيرون ممن وردت تراجمهم فيه، ويعكس الظروف السياسية والإدارية والقضائية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية آنذاك. وهو يتناول فترة مهمة من تاريخ مصر وبلاد الشام والحجاز زادت على ثمانين سنة، فهو يذكر من كان حيا سنة 760 هـ حتى توقف المؤلف قبل وفاته بقليل، فقد توفي في رمضان سنة 845 هـ. وإن اختيار المؤلف سنة 760 هـ كان لأنه ولد بعد هذا التاريخ بقليل ولكن من الوجهة العملية فإن الكتاب يتناول فترة أطول من ذلك. أما متى بدأ المؤلف بوضع هذا الكتاب فقد أشار إلى ذلك في مقدمته " ناهزت سني العمر الخمسين" فيكون ذلك حوالي سنة 816 هـ إذ أن مولده كان سنة 766 هـ، واستمر فيه إلى قرب وفاته، سنة 845 هـ فيكون قد استغرق التأليف والإضافة ثلاثين سنة. ولكن هناك ما يدل على أن الكتاب كان قد أنجز معظمه في سنة 839 هـ بحيث أن المؤرخ ابن فهد قد كتب في تلك السنة على نسخة المؤلف، أنه طالعه من أوله إلى آخره مستفيدا منه. ولقد خصص المقريزي محتوى الكتاب بتراجم " الأعيان" فلهذا لا ترى فيه تراجم للحرفيين أو أصحاب الصناعات أو الفلاحين أو المزارعين. وهذا الكتاب يختلف عن مؤلفات المقريزي الأخرى، إذ أنه يعتمد على اتصالاته وملاحظاته الشخصية عن المجتمع، وبخاصة عن رجال الحكم والسلطة، ورجال القضاء، وأصحاب العلوم الدينية خاصة رجال الحديث، فيكاد يذكر كل من حدث أو تلقى الحديث النبوي، وكذلك التفسير والفقه، وبدرجة أقل القراء. ثم يترجم لبعض التجار ويشير إلى المشاكل الاقتصادية، ثم يذكر حكام البلاد المجاورة ويعود إلى بداية الحكم أو الأسرة الحاكمة في تلك البلاد، مثلا الخلفاء العباسيين، وحكام اليمن، وهولاكو ومن سبقه، وملوك الهند المسلمين وبهذا تكون المدة التي يتناولها الكتاب أكثر بكثير من الفترة المعاصرة. ولأهمية هذا الكتاب وللمكانة التي يتمتع بها مصنفه أعني " محمود الجليلي" بتحقيق مادة الكتاب. وبالرجوع لعمل المحقق نجد أنه يتجلى بـ: أولا اهتم بضبط النص بالشكل، وبتدوين بعض التعليقات عليه، ثانيا: قدم للكتاب بمقدمة مطولة تحدث فيها ع، المصنف وعن كتابه. ثالثا: ألحق الكتاب بمجموعة من الملاحق تحدث فيها عن أحوال الحكم والمجتمع المؤرخون المعاصرون للمقريزي والناقلون منه، ديوان الإنشاء وعمل المقريزي فيه.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد