-
/ عربي / USD
يضم هذا المؤلف بين طياته دراسة تحدثت عن الكتاب في الحضارة الإسلامية وذلك في ثمانية فصول، تناول أولها البحث في مسألة الكتاب والكتابة فعرض لنشأة الكتابة وأنواعها وتطورها، والخطوط القديمة والأدوار التي مرت بها، ووقف عند الكتابة القديمة وجهود علماء الآثار من مستشرقين وعرب في الكشف عنها، وما أنجزوا من حفريات وما قدموا من بحوث ودراسات حول جنوب الجزيرة وشمالها.
وتناول الفصل الثاني التدوين والكتابة، فتعرض إلى مفهوم الكتاب ودلالته، وبدايات التدوين والتأليف، والمؤلفين الأوائل، وبدايات التأليف في الأنساب والمغازي والسير والتاريخ، وتدوين القرآن الكريم والحديث النبوي، وتفسير القرآن واتجاهات المفسرين، والمراحل التي مرّ بها الحديث النبوي من حيث الجمع والتدوين.
أما الفصل الثالث فقد درس موضوع الوراقة والوراقين، وتناول نشأة الوراقة التي أسهمت في ازدهار حركة التأليف، وما كان من تيسر وسائل الكتابة وصناعة الورق وتطور الخط ونشوء ما يعرف بالخط الوراقي وصلته بالخطوط العربية، وتحدث عن الأمالي والمجالس العلمية التي كانت سبباً في ازدهار الوراقة، وكنت مجالس الأمالي مجالس علم ودرس وتلقي وتأليف، وكان يقصد هذه المجالس جمهور كبير وكبير جداً من طلاب العلم والمتعطشين إليه، وتناول البحث حرفة الوراقة ومقدار ما تدره على أهلها من زرق، ومن اتخذها مهنة من العلماء، والتعرف على مقدار ما يكتبون، وعلى أجور النسخ وأسعار الكتب، مع وقفة عند سوق الوراقين التي أصبحت سوقاً علمية وأدبية، بالإضافة إلى كونها سوقاً تجارية، وكما تكون في كل مهنة من صالح وطالح، فكذلك ظهرت في الوراقة فئة قليلة الشأن كانت تغش وتعبث وتزور الكتب، كما هي الحال الآن في بعض أسواق الكتب ودور النشر، وقد تم التعرف أيضاً على جمهرة كبيرة من أعلام الوراقين والترجمة لهم بمقدار ما يتصل الأمر بطبيعة عملهم.
وكان الرافد الآخر لازدهار حركة التأليف ونشر الكتب هي حركة الترجمة، وقد تناولها بالدرس الفصل الرابع، إذ وقف عند الترجمة في العصور القديمة حيث حضارة العراق والشام ومصر، ثم التعرف على الترجمة إلى اللغة العربية في ظل الإسلام، حيث بداياتها في زمن الرسول والخلفاء الراشدين، ثم العصر الأموي، وبعد ذلك ازدهارها ونضجها في العصور العباسية، في زمن المنصور والرشيد، وفي زمن المأمون خاصة، وما بعد المأمون في القرن الرابع الهجري، مع التعرف على أهم العلوم والموضوعات التي ترجمت، ودور المترجمين والخلفاء والأسر والوزراء الذين راعوا حركة الترجمة وأسهموا فيها.
وهذا التراث الضخم من الكتب المؤلفة والمترجمة لا بد له من خزائن ومكتبات عامة وخاصة تحفظه وتعنى به، وقد تكفل الفصل الخامس بدراسة ذلك وكان عنوانه: خزائن الكتب والمكتبات، وقد تعرض لخزائن الكتاب الأولى التي تمثلت في بيت الحكمة، ورصد مسيرة هذا البيت في زمن المنصور والرشيد والمأمون، وأوضح ماهية هذا البيت أو الدار ومهامه، وما فيه من كتب ونشاط علمي، ومن كان يقوم عليه ويعمل فيه، وهناك خزائن أخرى عرفت ببيت الحكمة أو دار الحكمة لبعض الأمراء أو الوزراء أو العلماء في أنحاء كثيرة من العالم الإسلامي. وهناك الخزائن الخاصة للخلفاء والأمراء، وكذلك الخزائن الخاصة للعلماء، وهي كثيرة وثرية وعامرة، والحديث عنها طريف، فيه إكبار للعلم والعلماء، وخزائن العلماء هذه هي خير قدوة حسنة كريمة لعلماء اليوم الذين يعتزون بخزائن كتبهم التي هي نعم الذخيرة وخير ما يخلف السلف للخلف.
وقد ازدهرت مع حركة التأليف والترجمة وانتشار المكتبات، صناعة طريفة جميلة فيها ذوق وفن رفيع، ولها أثر كبير في حفظ الكتاب وتجميله وتزيينه، هي صناعة الكتاب التي تتضمن تجليد الكتب وتذهيبها وتزيينها بالصور والرسوم، وكان هذا هو مضمون الفصل السادس.
أما الفصل السابع، فقد تعرض لما نزل بالكتب والمكتبات من آفاق وكوارث، منها الحرق والغرق وغسل الكتب ودفنها خوفاً من مصادرتها والاستيلاء عليها، وكذلك ما حل بالكتب والمكتبات من نهب وسرقة ومصادرة، ثم بعد ذلك بيع الكتب بثمن بخس أو برغيف خبز بسبب الحاجة والمجاعات والكوارث، وقد توضحت الأسباب والأحوال التي دعت إلى ذلك، بما نزل بالأمة من حروب ومنازعات وعصبيات وظلم وعدوان.
وتناول الفصل الثامن والأخير ما عرف بآداب الكتب، وهي الآداب الواجب التزامها عند القراءة والكتابة والدرس والنسخ والنقل والسماع، وهذا الفصل هو نصوص ونقول من عيون الكتب التي تناولت هذه الموضوعات.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد