يهدف هذا الكتاب إلى تقديم نظرة نقدية شاملة تجمع بين الشمول والعمق عن تاريخ اللغة العربية وآدابها منذ الجاهلية إلى الستينات من القرن العشرين معتبراً أن الآداب لا تشمل الشعر والنثر الأدبي أو الفني فحسب بل كذلك فنوناً عديدة أخرى مثل العلوم الدينية والفلسفة والتاريخ وفن الرحلة والجغرافيا.
ويقسم المؤلف تاريخ اللغة العربية إلى أربعة مراحل أو عصور أساسية، اللغة العربية قبل الإسلام وكانت اللغة آنذاك لغة التخاطب والأدب المكتوب متقدم غير أ، الشعر مزدهر، وعهد الخلفاء العباسيين الأول حيث ضبطت اللغة العربية الفصحى ضبطاً نهائياً باعتبار مذهب العرب على الأقل، وأشع الأدب إشعاعاً قوياً ببغداد أولاً. ثم فترة سقوط الخلافة العباسية ونهاية السيادة الغربية وهددت اللغة العربية في مراكزها الأقوى اللغة التركيز واللغة الفارسية وغمرتاها دون أن تثرياها. وأخيراً حملة بوتابرت على مصر التي أعادت الشرق الأوسط إلى المدار العالمين الشاميون والمصريون لتهذيب لغتهم وأثروها وجددوها.
وأصل هذا الكتاب باللغة الفرنسية وقد تام المعربون بتعريبه تعريباً أميناً وزودوه بالهوامش التي رقموها ترقيماً أبجدياً ووضحوا بعض تلميحات المؤلف واثروا المصادر والمراجع. وهذا الكتاب وأن كان في الأصل موجها إلى الجمهور الفرنسي المثقف الراغب في التعرف على إنتاج كتاب اللغة العربية فهو يفيد كل الفائدة الطلبة العرب في مختلف الكليات.