ظل الوجود الثقافي المغربي ملتزماً بوحدة الثقافة الإسلامية رغم التحديات الشديدة التي تعرض لها بسبب موقعه، بل إن ذلك الالتزام بوحدة الثقافة الإسلامية كان التزام إثراء وتدعيم متميزين أصبح بهما المغرب ملتحماتً بهذه الوحدة الثقافية التحاماً خطّ له في المستقبل قدراً يجعل...
ظل الوجود الثقافي المغربي ملتزماً بوحدة الثقافة الإسلامية رغم التحديات الشديدة التي تعرض لها بسبب موقعه، بل إن ذلك الالتزام بوحدة الثقافة الإسلامية كان التزام إثراء وتدعيم متميزين أصبح بهما المغرب ملتحماتً بهذه الوحدة الثقافية التحاماً خطّ له في المستقبل قدراً يجعل نهوضه الحضاري موقوفاً عليها، غير ميسور إلا في نطاقها، كما كان تحضره وتبليغه الحضاري في الماضي منبثقين منها، وقائمين عليها، فكيف كانت المسيرة التاريخية للانخراط المغربي في وحدة الثقافة الإسلامية؟ وكيف سيكون شهوده الحضاري معقوداً في المستقبل بهذا الانخراط؟ ذلك ما تحاول بيانه صفحات وفصول هذا الكتاب، حيث اهتم أولها بتحديد مفهوم الثقافة الإسلامية وعناصرها ووحدتها باعتبار أنها القدر التاريخي الذي به صيغت الشخصية المغربية عبر التاريخ. وبين الثاني الالتزام المغربي تاريخياً بوحدة الثقافة الإسلامية وما أثمره ذلك الالتزام من التحضّر على الساحة الواقعية. وأما الثالث فحاول إثبات كون المصير المغربي حضارياً رهين لالتزامه الثقافي الإسلامي، وأن ذلك الالتزام هو وحده الكفيل بنهوضه، وأي مشروع ثقافي مغاير له سيكون مآله الفشل في إحداث النهضة المغربية، بناء في ذلك كله على تحليل منطقي واستقراء واقعي.