لمناهج البحث صلة وثيقة بالجامعات، وقد مر زمن طويل لم يظهر للمنهج أثر واضح في الدراسات الجامعية، إلا في بعض المؤلفات التي درس أصحابها المنهج وأقاموا أبحاثهم وفقه، وصارت الحاجة ماسة لدراسة المنهج فجعلته بعض الجامعات مقرراً دراسياً منذ عهد قريب، ولا يجاوز العقدين من الزمان،...
لمناهج البحث صلة وثيقة بالجامعات، وقد مر زمن طويل لم يظهر للمنهج أثر واضح في الدراسات الجامعية، إلا في بعض المؤلفات التي درس أصحابها المنهج وأقاموا أبحاثهم وفقه، وصارت الحاجة ماسة لدراسة المنهج فجعلته بعض الجامعات مقرراً دراسياً منذ عهد قريب، ولا يجاوز العقدين من الزمان، وما زالت بعض الجامعات مزوَرَّة عنه، وترى فهي ترفاً غربياً، وقد أخذها الغربيون واهتموا بها أيّما اهتمام.
في هذا الإطار يأتي البحث الذي بين يدينا والذي هو نتاج خبرة قضاها الباحث "يحيى وهيب الجبوري" في التأليف والتحقيق دامت لأكثر من 30 عاماً، اكتسب من خلالها المعارف بثها في كتابه هذا الذي يوجهه لطلاب المرحلة الجامعية، ولطلبة الدراسات العليا، وإلى جميع الباحثين في المراحل الأخرى، وهو يتناول في فصله الأول دراسة المنهج عند للمحدثين، فيتعرف على المنهج ومفهومه، وصفات البحث وصفات الباحث الجيد، والخطوات الواجب اتباعها منذ اختيار الموضوع حتى الانتهاء منه، وكل ما يتعلق بذلك من معلومات وفوائد وخبرات وملاحظات.
ويتناول الفصل الثاني منهج البحث في التراث والتعرف على مفهوم البحث وصفات الباحث عند العلماء المسلمين، وصفات وطرائق التأليف لديهم، والآداب التي كانت متبعة في التأليف، وما يصح أن يُسمَّى بصناعة التأليف لديهم. ويتناول في الفصل الثالث تحقيق النصوص فيذكر أصول التحقيق وأسبابه وأدواته.