-
/ عربي / USD
يعد هذا الكتاب القبس من أهم شروح الموطأ، فقد أبان فيه ابن العربي عن علم مالك ومكانته ومكانة كتابه الموطأ الذي وصفه بأنه أول كتاب ألف في شرائع الإسلام. وقد شرحه هو هذا الشرح الذي أتى فيه بما كان انتقد على أبي الوليد الباجي التقصير فيه، وهو علوم الحديث الذي تضمنه كتاب الموطأ. كما أنه ناقش المسائل الفقهية والأصولية وأظهر أن مالكاً وضع في كتابه الموطأ، مصطلحات فقهية لم يسبق إليها.
وهكذا فقد بدأ المؤلف بحثه بقوله: "هذا كتاب القبس في شرح موطأ مالك بن أنس رحمه الله تعالى، وهو أول كتاب ألف في شرائع الإسلام وهو آخره لأنه يؤلف مثله، إذ بناه مالك رضي الله عنه، على تمهيد الأصول للفروع ونبه فيه على معظم أصول الفقه التي ترجع إليها مسائله وفروعه، وسترى ذلك، إن شاء الله، عياناً وتحيط به يقيناً عند التنبيه عليه في موضعه أثناء الإملاء بحول الله تعالى".
وبعد هذا بدأ في الشرح مباشرة وفي أقصى ما يكون من حسن الترتيب وتقسيم للمسائل تحت عناوين بارزة مشيراً إلى نكت وقضايا تحت عناوين إلحاق، كشف، إيضاح، تفصيل، استلحاق، تفريع، تكملة تنبيه على مقصد، استدراك، فائدة، نكتة، أصوليه، تتميم، تحقيق لغوي وتحقيق شرعي، تنبيه على وهم، مسألة أصولية، تأصيل، تعليق، وهم وتنبيه، تفسير، تحديد، تأصيل، ترجمة، تأسيس، عطف، مزلة قدم، عارضة، مزيد إيضاح، توحيد، تأديب، حكمة وحقيقة وتوحيد، بديعة، تبين مشكلة، توصية توفيه وهكذا.
مثلاً: يقول استلحاق: "لما جعل النبي صلى الله عليه وسلم، وقت العذر في العصر متصلاً بغروب الشمس وقت الصلاة التي بعدها ركب عليه علماؤنا وقت ضرورة العتمة فجعلوا وقت طلوع الفجر الصلاة التي بعدها وهو إلحاق صحيح بالغ. ويقول: غائلة وإيضاح: جعل النبي، صلى الله عليه وسلم أواخر الأوقات الخمسة من الصلوات محدداً بمشاهد معاين لا يصح فيه اختلاف ولا يدرك في ارتياب إلا العتمة ، فإنه جعل آخر وقتها مقداراً بالحزر والتخمين".
هذه بعض الأمثلة في طريقة عرضه للمسائل. أما طريقته مع أبواب الموطأ فهو يذكر الباب الذي ترجم به مالك، ثم بعد ذلك يقول حديث فلان. ثم بعد ذلك يدمج الحديث الشرح، وهو لا يكرر المسائل التي يتكلم عليها قبل، بل يحيل عليها سواء كانت المسألة في نفس مباحث الكتاب أو كتاب آخر له، وهذا ما جعل الباحث يجد بعض الصعوبة في إحالاته على كتبه التي بعضها انعدم في حياته والبعض الآخر لا يزال مخطوطاً ولم يطبع من كتبه إلا النزر اليسير.
وبالنظر للأهمية التي احتلها هذا الكتاب فقد اعتنى الدكتور "محمد عبد الله ولدكريم" بتحقيقه متبعاً خطة معينة في العمل جاءت كما يلي: جعل التحقيق في مقدمة وبابين وخاتمة. في المقدمة تناول الكلام على كتابة السنة في العصور المتقدمة وأول من صنف فيها، وتحدث في الباب الأول: عن حياة أبي بكر بن العربي، اسمه ونسبه وكنيته وأسرته، عقيدته، الأعمال التي قام بها والوظائف التي شغلها، إنفاقه ماله في سبيل الخير، طعن العلماء عليه، جهاده، وفاته.
كما وتحدث عن حياة القاضي العلمية حيث تناول نشأته وطلبه للعلم، رحلته العلمية، شيوخه، تلاميذه، أولاده وأحفاده، مكانته العلمية، العوامل التي ساعدت على نبوغه. كما تحدث عن الموطأ وعناية الأمة به.
أما الباب الثاني وهو المتعلق بالتحقيق فقد اهتم المحقق فيه أولاً بـ: تصحيح الأخطاء الواردة في المخطوطة التي حصل عليها من مكتبة جامعة أم القرى المركزية والتي أصلها في تركيا. ثانياً: وضع أرقاماً للآيات مع ذكر السورة. ثالثاً: وثق الأحاديث والآثار من المصادر التي ترجع إليها، وشرح بعض الألفاظ الغريبة، وحكم على الأحاديث والآثار. رابعاً: نسب الأقوال الفقهية إلى أصحابها، وترجم للأعلام الواردة في الكتاب. خامساً: عمل فهارس عديدة للكتاب منها: فهرس للآيات، فهرس للأحاديث، فهرس للشعر، فهرس للأعلام، فهرس للمراجع، فهرس للمواضيع.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد