يضم هذا الكتاب بين يدي القارئ مجموعة من الدراسات تعالج قضايا مختلفة في الفكر العربي الحديث ابتداء من عصر النهضة في القرن التاسع عشر إلى الأزمة التي عاشها الفكر السياسي، وعرفتها الثقافة العربية غداة نكسة يونيو/حزيران 1967، كتبت في مراحل مختلفة مرّ بها المجتمع العربي المعاصر،...
يضم هذا الكتاب بين يدي القارئ مجموعة من الدراسات تعالج قضايا مختلفة في الفكر العربي الحديث ابتداء من عصر النهضة في القرن التاسع عشر إلى الأزمة التي عاشها الفكر السياسي، وعرفتها الثقافة العربية غداة نكسة يونيو/حزيران 1967، كتبت في مراحل مختلفة مرّ بها المجتمع العربي المعاصر، وتنبأت بتطورات نعيش اليوم نتائجها، فهي تؤرخ –إذن- بطريقة ما للقضايا الكبرى المطروحة على الفكر العربي الحديث في السياسة، وفي الثقافة، والأدب، وكذلك في قضايا الحداثة والتراث منذ عقدين من الزمن. ولكن بالرغم من كتابتها في فترات متعددة فإنها تمثل وحدة في الموضوع وفي الرؤية، ذلك أنها تدور حول المحاور التالية أولاً: ضرورة تحديث الفكر العربي محتوى ومنهجاً، فلا يمكن بناء مجتمع عربي حديث بدون فكر عربي حديث، نقدي في نظرته لقضايا الإنسان والمجتمع، تقدمي في أهدافه ومحتواه. ثانياً: لا سبيل أن تؤدي فكرية عربية رسالتها التجديدية إلا في مجتمع مدني ديمقراطي. ثالثاً: د دور النخبة المثقفة العربية الملتزمة في إرساء أسس مجتمع عربي ديمقراطي هو دور رائد وأساسي. رابعاً: التراث ليس عائقاً للتقدم، بل يمكن جعله حافزاً ودافعاً إذ عرفنا كيف نستفيد من الجوانب المضيئة فيه لنشر فلسفة التقدم بين الفئات الشعبية الحالمة منذ عقود التقدم، ولكنها متمسكة شديد التمسك بهويتها العربية الإسلامية.