-
/ عربي / USD
من بين مخلفات الشيخ "عبد العزيز الثعالبي" التي يحتفظ بها الدكتور "أحمد بن ميلاد"، يوجد ملف يحمل عنوان "المؤتمر الإسلامي" ويحتوي على الوثائق التالية: أولاً: تقرير في شكل مسودة بخط الشيخ الثعالبي، يحمل هذا العنوان "الغاية الباعثة على عقد المؤتمر الإسلامي والمحاولات الفاشلة لإحباطه". ثانياً: نصوص الرسائل المتبادلة بين سماحة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني وبعض الشخصيات الإسلامية البارزة التي دعاها باسم المجلس الإسلامي الأعلى بفلسطين إلى الاشتراك في المؤتمر الإسلامي المقرر عقده في القدس الشريف يوم 27 رجب 1350 الموافق 7 ديسمبر 1931.
ثالثاً: مجموعة من الوثائق المتعلقة بنشاط اللجنة التحضيرية للمؤتمر والمكتب الدائم المنبثق عن اللجنة التنفيذية التي انتخبها المؤتمر الإسلامي العام في خاتمة أشغال. ولا حاجة لنا إلى تأكيد ما تكتسبه تلك الوثائق من أهمية بالغة، نظراً من جهة للموضوع الذي تبحث فيه، واعتباراً من جهة أخرى لمكانة مؤلفها الذي يعتبر بحق صاحب فكرة عقد مؤتمر إسلامي في فلسطين "من أجل إثارة اهتمام الرأي العام الإسلامي وكسف عطفه وتأليف جبهة إسلامية توبة تستطيع الوقوف في وجه الصهيونية العالمية".
وبناء على ذلك فقد اهتم "حمادي الساحلي" بنشر فلك الوثائق وبتحقيق متنها في هذا الكتاب المستقل بذاته، فاهتم علاوة على التقديم بترتيب وتبويب الوثائق التي مر عليها أكثر من نصف قرن، كما قال بالتعليق على ألأحداث الوارد ذكرها فيها والتعريف ببعض الأعلام وشرح العبارات الغامضة التي رأى أنها تستوجب التوضيح. ولما كان المخطوط التي يعمل المحقق على تحقيق متنه ناقصاً، حيث وجده لا يتضمن أية وثيقة تتعلق بوقائع المؤتمر ذاته.
بناء على ذلك وجد أنه لمن المناسب أن يعيد إلى الأذهان بعض المعلومات المتعلقة بأعمال المؤتمر الإسلامي المنعقد بالقدس وما عنه من قرارات هامة، وذلك عبر اعتماده على ما جاء حول هذا الموضوع من أخبار في الصحافة العربية الصادرة آنذاك، وبالخصوص الصحافة المصرية التي اهتمت اهتماماً بالغاً بوقائع المؤتمر، مثل السياسة والأهرام...
ومجمل القول إن هذا الكتاب الذي نقدمه إلى قرائنا، كما أعدّه مؤلفه بدون زيادة ولا نقصان، يشتمل على شهادات وأخبار تتعلق بمؤتمر القدس، ينشر معظمها لأول مرة، ولذا فهو يكتسب قيمة تاريخية على غاية من الأهمية. لا سيما أن صاحبه قد ساهم مساهمة فعّالة في إعداد ذلك المؤتمر وإنجاحه، حسب شهادة رئيس المؤتمر ذاته سماحة مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد