"هذه تونس" كتاب جاء ثمرة عمل جماعي من حيث جمع المعلومات. وقد جاء الكتاب عاكساً لعقلية مؤلفه الدكتور "الحبيب تامر" المتثبت الرصين الواضح التفكير. فلم يكن كتابه رسالة دعائية كان من حقه أن ينشرها في غمرة الكفاح ضدّ الاستعمار الجائر، ولكن عملاً عملياً دقيقاً في وصف جغرافية البلاد...
"هذه تونس" كتاب جاء ثمرة عمل جماعي من حيث جمع المعلومات. وقد جاء الكتاب عاكساً لعقلية مؤلفه الدكتور "الحبيب تامر" المتثبت الرصين الواضح التفكير. فلم يكن كتابه رسالة دعائية كان من حقه أن ينشرها في غمرة الكفاح ضدّ الاستعمار الجائر، ولكن عملاً عملياً دقيقاً في وصف جغرافية البلاد وتاريخها والحماية الفرنسية (1881) وظروفها وأثرها في السياسة الاقتصادية والمالية للبلاد التونسية وكذلك في سياسة التعليم والنظام الإداري الذي أصبح في عهد الحماية أداة لحكم مباشر فرنسي. كما تعرض لوضع القضاء وسياسة التجنيس والفرنسة وأفرد للحركة الوطنية فصلاً ثرياً اثبت فيه أصول الحركة وتطورها، معترفاً لكل من ساهم في الحركة بنصيبه، مترفعاً عن الحزبية الضيقة، معترفاً لكل ذي حق بحقه، مستبشراً بالوفاق الوطني الذي تحقق في مؤتمر ليلة القدر (23 أوت 1946) الذي ضم النخبة التونسية من ممثلي الحركات الوطنية سياسية كانت أو نقابية، وأعلن بصورة واضحة أن نظام (الحماية الفرنسية) نظام سياسي واقتصادي لا يتفق مطلقاً مع سيادة الشعب التونسي وأنه نظام استعماري قضى على نفسه أمام العالم بالإخفاق، بعد تجربة خمسة وستين سنة، وأعلن عزم الشعب التونسي الثابت على استرجاع استقلاله التام والانضمام إلى جامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة.