شارك هذا الكتاب
فتاوى ابن رشد
(0.00)
الوصف
"كتاب الفتاوى" مدونة فقهية تبين منهج ابن رشد التطبيقي في تقرير الأحكام الشرعية في القضايا التي عرضت عليه واستفتى فيها، وسجل ناطق بآراء صاحبها، ومذهبه في فهم الفقه المالكي بصفة خاصة والفقه الإسلامي بصفة عامة، وتصنيف عملي يظهر حفظ صاحبه وتبحره، ويبرز إحاطته بالروايات...

"كتاب الفتاوى" مدونة فقهية تبين منهج ابن رشد التطبيقي في تقرير الأحكام الشرعية في القضايا التي عرضت عليه واستفتى فيها، وسجل ناطق بآراء صاحبها، ومذهبه في فهم الفقه المالكي بصفة خاصة والفقه الإسلامي بصفة عامة، وتصنيف عملي يظهر حفظ صاحبه وتبحره، ويبرز إحاطته بالروايات وإطلاعه على المؤلفات، ووقوفه على الخلافيات، ويبين مدى وثوق السائلين بمختلف أصنافهم، ومتنوع فئاتهم الاجتماعية بما حرره ابن رشد، وعمق الاطمئنان إلى ما دققه من كلام، وضبطه في الفصل بين المختلفين في أحكام القضايا المطروحة، وما وضحه من غموض، وبسطه من تعقيد، وما حله من إشكال، وأصلحه من خطأ، وما كمله من نقص، وأقام به التداخل والاضطراب في عبارات المدونة وسواها من أمهات الكتب، ومؤلفات الفقهاء والموثقين، ومؤلفاته هو، وفي الأحاديث والأخبار، وفيما رد به على المخالفين أو المتعالمين، و فيما دافع به عن رأي مالك أو غيره من المتقدمين والمعاصرين له، ورآه الصواب، وانتصر به للإسلام ومبادئه. وهو وثيقة قيمة تكشف عما كان بين ابن رشد وبعض أهل عصره من اختلاف في النظار، وما كان بينه وبينه في بعض تلك الوقائع من حوار علمي هادئ رصين قلما تطغى عليه الكلمة القاسية والعبارة النابية، فتحريراته وإملاءاته تعلن عن طريقة علاجها للمشاكل، وأسلوب الإقناع بالحلول.
والكتاب الذي عاش صاحبه فترة من الزمان في عهدي الطوائف والمرابطين إلى حدود سنة 520هـ، يعطينا بما فيه من نصوص صورة عن الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية في الأندلس والمغرب في ذينك العهدين، ومن ثم فإنه يعد وثيقة تاريخية مفيدة.
ويؤكد الدكتور إحسان عباس أن ابن رشد كان بين علماء عصره حجة في الفقه المالكي تدريساً وتأليفاً. وكان، لهذه المنزلة، مرجعاً كبيراً في الفتوى ويوجه إلى ما يلي مضيفاً: (تمثل نوازل ابن رشد اتساعاً في الزمان والمكان والموضوع، أما من الناحية الزمنية فإنها تتناول جانباً من عصر ملوك الطوائف وقضاياه وأحداثه، ثم عصر المرابطين إلى حدود 518). وأما من حيث المكان فإنها ترتبط بأكثر المدن الأندلسية وبعض بلدان العدوة المغربية. وأما من حيث الموضوع فإنها تثير مسائل في شتى شؤون الحياة. وليست قيمتها الكبرى في الجوابات، إذ أن مثلها قد يعثر به الباحث في كتب ابن رشد الأخرى، وإنما قيمتها في الأسئلة نفسها وفي مقدار ما تصوره من حياة الواقع الأندلسي لشمولها أولاً، ولأنها في معظم الأحيان مقترنة بأحداث واقعية، وقل منها ما هو نظري محض أو تعليمي في غايته ولهذا السبب كانت النوازل مصدراً لدراسة التاريخ، وخاصة لدراسة النواحي الاجتماعية في عصر المرابطين.
وبالنظر لأهمية هذه الفتاوى فقد حظيت باهتمام من معاصري ابن رشد (وناهيك بعمله وجلالته)، وتقدمت على فتاوى أقرانه وأصحابه لإصابتها في الأحكام، وصحتها في الأنظار. وسلم له نظراؤه بما جاء فيها، أو في أغلبها. وما علقوا عليها إلا بما يعتبر منهم تمسكاً بالرواية والتزاماً بالتقليد، وابتعاداً عن الاجتهاد وعن محاورة شواهد النصوص من الكتاب والسنة، وبعداً عن استكناه المقاصد الشرعية، والظفر بالمصالح المعتبرة، وتحليت العناية بها بالإضافة إلى ما سبق فيما يلي: متابعتها دراسة وتعقيباً، موافقة ومخالفة، مقبولاً وانقاداً.
كما واعتنى البعض باختصارها وترتيبها وممن اعتنى بهذا التأليف نذكر أبو زيد وأبو القاسم عبد الرحمن بن أحمد القيسي، محمد بن عثمان الرعيني الأندلسي، كما واهتم بتحقيق متن هذه الفتاوى حيث اعتنى عدد من المحققين بالعمل على هذا المتن، والدكتور المختار بن الطاهر التليلي هو واحد من هؤلاء والنسخة التي بيدي يدينا هي من تحقيقه وجمعه حيث يتجلى عمله فيها: أولاً: قابل بين المخطوطات التي بين يديه، وقارن بين المصادر والمراجع التي أثبتت ما ألحق من فتاوى ثانياً: ذكر الفروق في جميع ذلك في الهوامش الخاصة بها، والمميزة بالحروف الأبجدية لحساب الجمل وفصل بخط بينها وبين النص.
ثالثاً: أفرد هوامش مساعدة للنص، ميزها بالأرقام العربية، وفصلها كذلك بخط عن الهوامش الأولى ففيها: اهتم بالخلافات فبينها، وبالأقوال فعزاها إلى أصحابها، وبالأنقال فأصولها بمظانها، وبالإحالات على الكتب فربطها بأمكانها. وعرف بأسماء أعلام ورد ذكرها، وأحال على مواطن تراجمها، وبالأماكن مشيراً إلى التآليف المعرفة بها قديماً وحديثاً وخرج الآيات القرآنية مثبتاً لكل آية سورتها ورقمها منها، وكذلك فعل بالأحاديث النبوية، فذكر مخرجها، واسم الديوان الذي وجدها فيه، والكتاب والباب والجزء والصفحة ورقم الحديث كما خرج الآثار والأخبار، ما وجد إليه ذلك سبيلاً وشرح بعض الألفاظ أو المصلحات الفقهية.
وربط الفتاوى بالكتب التي ذكرها فأحال على كتب الفقه والنوازل إحالات دقيقة، وأثبت ما ترجم لها بتسجيل عناوينها. وتابع نصوص الفتاوى، وهي تتحرك بين موطنها الأصلي، وأماكنها الفرعية في تلك الكتب المتعددة والمتنوعة، مقارناً مستخلصاً في إجمال ما بينها من تفاوت أو تماثل. والتزم عناوين الفتاوى التي أثبتها الناسخون أو المعلقون أو الناقلون أو المحققون... أما حيث لم يجد للعناوين ذكراً فقد سمح لنفسه بوضع ما يناسب منها، وجعل ذلك بين معقوفين لتتميز ويسهل التعرف على محتوى الفتاوى. وأحال في التعليقات على الفتاوى التي كانت متشابهة في الموضوع، أو متحدة في الجواب والمضمون وكان ابن رشد أشار إليها في ذلك.

التفاصيل

 

سنة النشر: 1987
اللغة: عربي
عدد الصفحات: 1932
عدد الأجزاء: 3
الغلاف: Casewrap Hardcover
الحجم: 17x24
الوزن: 3320g

 

فئات ذات صلة

التقييم والمراجعات
0.00/5
معدل التقييم
0 مراجعة/ات & 0 تقييم/ات
5
0
4
0
3
0
2
0
1
0

قيّم هذا الكتاب




هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟

مراجعات الزبائن

لا توجد أي مراجعات بعد

متوفر

يشحن في غضون

المصدر:

Lebanon

الكمية:
تعرف على العروض الجديدة واحصل على المزيد من
الصفقات من خلال الانضمام إلى النشرة الإخبارية لدينا!
ابقوا متابعين