-
/ عربي / USD
لكتاب "أبي علي الحسن بن عبد الله القيسي" إيضاح شواهد الإيضاح قيمة نحوية كبيرة، وذلك لأنه كتاب نحوي صرفي لغوي أدبي، وإن الدراسة المتأنية له تدل القارئ على قيمته العلمية التي يمكن أن تجمل الحديث عنها بما يلي: أولاً: القيمة النحوية: مما لا شك فيه أن لهذا الكتاب قيمة نحوية كبيرة، لأنه يتناول شواهد الإيضاح بالدراسة والتحليل، فيدل على موطن الشاهد، ويأخذ في عرض المسألة النحوية، ويذكر آراء النحاة فيها، وعندما تعرض مسألة خلافية يبين آراء العلماء فيها، ثم هو يستفيض في شرح بعض المسائل النحوية، ومنها على سبيل المثال، مسألة "رب" التي استغرق حديثه عنها من 56-62، ومسألة أسماء الأفعال التي تحدث عنها من 32-35. وأخيراً يختم حديثه عن الشاهد بإعراب ما يشكل منه، وينظر إعرابه للشاهد الأول على سبيل المثال.
ثانياً: القيمة الصرفية: أما قيمة الكتاب الصرفية فإنها واضحة، لأنه يتناول شواهد التكملة بالشرح والتحليل، معلوم أن التكملة من كتب الصرف المتقدمة المتخصصة، وليس اهتمام المصنف بالصرف مقصوراً على شواهد التكملة، ولكنه اهتم به من أول كتابه، وينظر على سبيل المثال الشاهد الأول، حيث تحدث فيه عن "أجر" و"إوزه" و"إياة" و"ليث" وذكر وزنه وبين ما يلحقه من إعلال وإبدال.
ثالثاً: القيمة اللغوية: لإيضاح شواهد الإيضاح قيمة لغوية كبيرة في نظري، تظهر من إسهاب القيسي في عرض مادته اللغوية، حيث دلل على ثقافة لغوية واسعة، وإلمام بالشواهد المتنوعة كالقرآن وقراءاته، والحديث، والأمثال، وأقوال العرب، والشعر. وهو يقلب المعاني المختلفة للمادة، ويستوفي معانيها بما لا يترك زيادة لمستزيد
رابعاً: القيمة الأدبية: للكتاب قيمة أدبية كبيرة، وذلك لما ضمه بين دفتيه من ثروة شعرية هائلة، ولما يزخر به من شواهد كثيرة، تتخلل شرح المصنف للمادة اللغوية هذا بالإضافة إلى ذكره للأخبار الطريفة، والحكايات النادرة، والأمثال السائرة، ومنها على سبيل المثال، معاقرة غالب وسحيم بن وثيل الرياحي 706، ومنافرة علقمة رضي الله عنه وعامر بن الطفيل 110. وهذه الثروة الشعرية التي يحفل بها هذا الكتاب يعود جانب منها إلى شعراء ضاعت دواوينهم، وأما الجانب الآخر منها فإنه لم يرد في دواوين الشعراء التي وصلت إلينا أو الذين جمع شعرهم.
خامساً: ومما يدل على قيمة الكتاب العلمية أنه ينقل عن كتب مفقودة، ومنها: أ-كتاب النخل والزرع للجاحظ، ب-كتاب الاشتقاق للمبرد. ج-كتاب حلى العلى لعبد الدائم القيرواني.
سادساً: نقله عن كتب طبعت ناقصة: ومما يزيد من قيمة هذا الكتاب أنه ينقل نصوصاً من كتب نشرت ناقصة، ليست هذه النصوص موجودة فيها، ومنها على سبيل المثال: أ-نقله عن النوادر لأبي زيد، ب-نقله عن كتاب النبات لأبي حنيفة، ج-نقله عن كتاب البارع لأبي علي القالي.
انطلاقاً من هذه القيمة النحوية لهذا الكتاب وللمكانة التي يحتلها مصنفه فقد اهتم "محمد بن حمود الدعجاني" بتحقيق متنه فاعتنى أولاً: بتخريج الآيات والقراءات والأحاديث والأمثال والشواهد من المصادر الأصلية. ثانياً: ترجم لبعض الأعلام والشعراء ممن رأى الترجمة لهم ضرورية. ثالثاً: اجتهد في تقويم النص، وضبطه ضبطاً صحيحاً، وشرح ما ينبغي شرحه وعرف بالأماكن. ربعاً: ألحق بمقدمة الكتاب نماذج من المخطوطات. خامساً: عمل الفهارس الفنية اللازمة إلى تعين الباحثين على الاستفادة من الكتاب.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد