-
/ عربي / USD
هذه دراسة لحياة وآثار شخصية نابضة من شخصيات العالم الإسلامي في عصور الانحطاط، وهو عبد الكريم الفكون، الملقب بشيخ الإسلام. فقد عاش خلال القرن الحادي عشر (17م) في الوقت الذي اشتدت فيه القطيعة بين العالم الإسلامي الجامد والعالم الأوروبي المتحرك، وازدهر فيه التصوف، وكثر فيه أدعياء العلم.
في هذا الجو ظهر شيخ الإسلام عبد الكريم الفكون، فحمل معول الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وجاهد في سبيل الرجوع إلى الدين الصحيح، ونادى بالعمل بالعلم والتعمق فيه وفهم الحياة فهماً عقلياً، وكشف أحوال المتاجرين باسم التصوف. وكان الفكون يقوم بهذه الحملة بالدرس في المسجد، والتأليف والمراسلة، والإفتاء.
وقد ناله من ذلك الأذى الكبير، وقلته، كما قال، القلوب والعيون، وتآمر عليه المتآمرون. ولكنه صمد وواجه، لأنه كان يعتبر ذلك من الجهاد في سبيل الله. ومن الآثار التي تركها في هذا الغرض عدة تآليف ورسائل، بعضها ما يزال، موجوداً، وبعضها أصبح في حكم المفقود.
وإذا ما عدنا لمضمون هذه الدراسة نجد أنها تضم بين طياتها فصول أربعة تناولت حياته عبد الكريم الفكون داعية السلفية، وفكره وآثاره، وختمت بنصوص من الفكون نفسه ومن مراسلات الغير معه، ولا شك أن ما ذكر هنا لا يعد وأن يكون غيضاً من فيض، وأن آثار الفكون التي نفهم منها دوره السياسي والاجتماعي والإصلاحي والفكري ما تزال مبعثرة.
قيّم هذا الكتاب
هل استخدمت هذا المنتج من قبل؟
لا توجد أي مراجعات بعد